المملكة بلد كبير وفاعل ومؤثر إقليميًا ودوليًا، وحراك المملكة محسوب من كل الجهات، بالرغم من انضباطية السياسة السعودية، إلا أن السعودية إذا ما غضبت فإنها مؤثرة، وقادرة على أحداث الضرر، وهذا واقع يعرفه الأعداء قبل الأصدقاء، وهناك حسد للدور، والمكانة السعودية من قبل دول إقليمية وعالمية، وهناك اختلاف في السياسات، والإستراتيجيات أحياناً، لكن السعودية بلد ديناميكي فاعل، وله علاقات متعددة، ومتطورة مع مختلف دول العالم، ومؤثرة في الاقتصاد والسياسة الدولية، وفي العالمين العربي والإسلامي. هذه المكانة والتأثير يزعج الآخرين، لدرجة الاعتقاد بالقدرة على إيذاء السعودية، أو التأثير على توجهاتها، من خلال التدخل في خصوصياتها، وفي أمنها الوطني وفي مجالها الحيوي، من خلال إطلاق الحسابات الوهمية وتبني بعضها، دون قدرة حقيقية على المواجهة، فهذه دول أدمنت على العبث، والتعامل في السر مع مختلف التنظيمات الإرهابية، ومع ذلك ظلت تحاول أن تبقي على علاقات إيجابية مع المملكة، فالرياض أن تحركت قادرة على تغيير المعادلات الداخلية والخارجية لبعض الدول، قادرة على تغيير الأوضاع من هادئة إلى مزلزلة وعنيفة إن مس أحد بسوء أمنها ومصالحها. فبث الشائعات المغرضة، ونشر الأكاذيب وتزييف الواقع، واستغلال عواطف البسطاء والسذج عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الفضائية المأجورة، والمغرضة بهدف الإساءة إلى المملكة أساليب غير مقبولة بل مرفوضة، ولكن هذه الشائعات ليست جديدة على المملكة، فقد سبق وأعلن عن وجود آلاف الحسابات في وسائل التواصل الاجتماعي موجهة لبث الشائعات ضد المملكة في إدارة وتنظيم الحج، وبث الفتنة وزرع الخلافات وزعزعة الأمن وخصوصًا في موسم الحج كل عام. والحملات الحاقدة والمسمومة التي جيشت من شلة من الإعلاميين والمغرضين المرتزقة لبث سمومهم، وعقد البرامج الحوارية لاتهام المملكة بالتقصير في إدارة وتنظيم الحج، التي تبيع ما قبضت ثمنه، ويروجها أقزام الفكر الضال، واتباع الشيطان، ورؤوس الشر والفتنة، ويتطاولون على حكومتنا الرشيدة، وما تبذله من جهود مخلصة في إدارة وتنظيم الحج، وخدمة الحرمين الشريفين وزوار مكة والمدينة. نقول لهم موتوا بغيضكم، وكسرت أقلامكم، وشلت ايديكم لما تنشرونه وتبثونه من أكاذيب وشائعات ضد المملكة، فالمسلمون عامة يعلمون ما تبذله السعودية من جهود مخلصة في هذا المجال ويعرفون حقيقة تدليسكم وكذبكم، وبث سمومكم على بلادنا، وكلنا أبناء الوطن الواحد فخورون بخدمة ضيوف الرحمن بقيادة ملك الحزم الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين - حفظهم الله -. فالأصوات التي تنبح من الدول المجاورة، والحاقدة واتباعها، التي تهدف إلى النيل من سمعة المملكة في موسم الحج، وتطالب بتدويله نؤكد لهم أن المملكة بقيادتها الحكيمة، وشعبها الوفي تقوم بهذا العمل الذي تعجز عن إدارته أي دولة في العالم مهما كانت قدراتها الأمنية لوجه الله تعالى، ولا تنتظر من أحد شكرًا على جهودها، كما أنها لا تقوم به منّة على أحد، بل فخر، واعتزاز بما وهب الله ولاة أمرها، وأبناءها من قدرات، وحسن تنظيم للحج. وحكومة المملكة وشعبها يرحبون بحجاج الحرمين الشريفين بكل ترحاب، وتقدم لهم كل إمكاناتها المادية، وطاقاتها البشرية والأمنية، والخدمية لخدمتهم، فالمشروعات العملاقة التي أشرف عليها ولاة أمر هذه البلاد المباركة من توسعات للحرمين الشريفين، وتطوير المشروعات الخدمية، والبنى التحتية، وجسور الجمرات، وقطار المشاعر، وغيرها من المشروعات الأخرى للتسهيل على الحجاج حجهم. والسعودية تثبت في كل عام للعالم وبشهادة جميع المسلمين في كل أنحاء المعمورة قدرتها الفائقة على إدارة الحشود، والسيطرة على ملايين البشر، والذين ينطلقون في موعد واحد ومن مكان واحد وفي اتجاه واحد، وهذا العام أثبتت للعالم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله- أن السعودية هي الدولة الوحيدة القادرة على إدارة الحج بكل اقتدار ومواجهة الشائعات المغرضة. فالسعودية لا تحمل حقدًا ضد أي دولة، ولدى شعبها ثقة كبيرة بقيادته، وأن نجاحها في تنظيم الحج دليل واضح للردٍّ على هذه الحملات الحاقدة، فمهما حاول أعداء الدين، والوطن النيل من المملكة فلن يستطيعوا تحقيق مرادهم، لأن رايتنا وقلوبنا واحدة، فمهما سعى بعض الحثالة وتطاولوا على بلادنا بحملات التكذيب، وبث الشائعات والطعن في وطننا، فالمواطن عزيز شامخ بعقيدته وقيادته، فحساباتهم وحملاتهم تفوح برائحة الحقد، والكرهة ومرجع الحسابات دول لها تاريخ اجرامي مهما تم تزييف الحقائق. فمن يتصيد الأخطاء للنيل من جهود المملكة لخدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي مريض ويحتاج إلى مصحات نفسية وعلاجية، وهو كاره وحاقد، ومكابر مغالط يريد الإساءة لبلادنا المحبة للسلام، ومنكر لإنجازات المملكة العظيمة التي يلمسها الحجاج والمعتمرون والزوار، والمتصيدون في المياه العكرة يسعون للنيل من سمعة المملكة بكل كره، وضغينة بعدم قُدرتها على إدارة الحرمين الشريفين ويطالبون بأن تكون تحت إدارة إسلامية، ويتزعّم هذا التيّار دولة إيران الصفوية، ويلهث وراءها الكلاب الضالة، وهم أبعد ما يكونون على الإسلام وخدمة المسلمين. لذا فكل مواطن يقع على عاتقه مسؤولية عظيمة تجاه المساهمة في الحفاظ على أمن ومقدرات هذا البلد الغالي في ظل تواتر الأحداث والأوضاع الحالية في المنطقة، ولزامًا علينا التذكير بما يقوله ولاة أمرنا دائمًا (إن المواطن هو رجل الأمن الأول) ويجب علينا جميعًا التكاتف، والعمل على كشف مخططات الأعداء والتعامل معها بحزم وتنبيه وإرشاد، وأكبر مساهمة يجب أن تقوم بها عدم تمرير الشائعات والرسائل المجهولة، وتداولها عن طريق الواتس أب أو أي من وسائل التواصل الاجتماعي، وكل عام وأنتم بخير.