الأشجار المثمرة وحدها تقذف بالحجارة، وقافلة المملكة تسير إلى أهدافها، والكلاب ليس لها إلا أن تنبح، والمملكة بلد له مكانته، وتاريخه العريق، ومر عليها الكثير من الفتن، ومع ذلك بهت الذين كفروا، وظلت المملكة تعرف وجهتها الحقيقية، ولها أسلوبها، وسياستها الثابتة دون رياء أو مداهنة، وظلت على الدوام تفصل هذه الشعيرة عن الاستخدام والتوظيف السياسي، لأن ذلك يؤثر على استقرار العالم أجمع. وتحاشت الصراعات الدينية، مثلما فصلت بين النفط، والسياسة، فالنفط سلعة اقتصادية ولا يمكن التلاعب باقتصادات العالم وفقا لأهواء ورغبات مجنونة، وغير واقعية، وفي كل عام هناك تغيير إيجابي لخدمة الحجاج، ويشهد الحجاج بأنفسهم على حجم التطوير المستمر، والمملكة لا تتخذ موقفا ضد أحد، ولا تأخذ المسلمين بجريرة دولهم، وسياساتها الخرقاء، ولم يكتب على المملكة أن منعت مسلما من أداء الحج. والمملكة تمنع العبث بأمن الحجيج، فهذا موقف صارم لا جدال، ولا استهانة فيه، ولديها خبرات في التعامل مع هذا العدد الكبير من الحجاج، وقد سخرت لهم كل شيء لتمكينهم من أداء الحج ولم تمن عليهم، بل وضعت نفسها في خدمتهم، وخادمة الإسلام والمسلمين، ولازالت بعثات خادم الحرمين الشريفين لبعض الحجاج على حساب المملكة، وهذا جزء من رغبة المملكة في تمكين غير القادرين على الحج. لسنا هنا في صدد مناطحة دول قاصرة، والتي تستميت في الخلافات، ولاتقف عند نجاحات المملكة الكبيرة اعتقادا منها بأن ذلك يسيء للسعودية، في وقت لازال السعوديون يتسابقون على فعل الخيرات في رمضان والحج، ويقتطعون جزءا من مواردهم طمعا في رضوان الله، وهناك الكثير من المواطنين يستقدمون الحجاج على نفقتهم الخاصة، ويقدمون الطعام، والشراب لهم دون السؤال عن هويتهم، أو جنسيتهم أو طائفتهم. بالأمس كانت إيران تحمل لواء الحملات الإعلامية المسمومة ضد بلدنا، ويتبعها الكلاب الضالة التي تناست الحقيقة، وتجردت من كل قيمة لمعاداة المملكة، حيث تزعجهم مكانة المملكة ودورها العربي والإسلامي والدولي، ومع ذلك تضطر هذه الدول لطلب مرضاة المملكة فيما يشهد حجاجها على الدور الكبير الذي تقوم به المملكة، والسلوك الإنساني لرجال أمنها، ومتابعة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين. لم تجد أشباه الدول غير الجحور، والأقلام المأجورة، واستغلال البسطاء، والسذج عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبعض القنوات الفضائية التي تهدف إلى الإساءة للمملكة بأساليب جعلتهم أكثر رخصا أمام شعوبهم، وأصبحت سياساتهم مبعثا للشفقة، وجندوا كل حاقد، وساقط للنيل من المملكة التي لم تهزها سياسات دول كبرى، حتى تنال منها سياسات دول صبيانية وساقطة. ويأتي تنظيم «هاكاثون الحج» هذا العام بمشاركة آلاف المطورين من الجنسين من أكثر من 50 دولة ضمن جهود السعودية العظيمة لخدمة ضيوف الرحمن عن طريق المواهب الشابّة لتطوير تقنيات موسم الحج في ظل الرؤية السعودية 2030م، وابتكار حلول تقنية حديثة تسهم في تطوير وتحسين خدمات حجاج بيت الله الحرام. فتحقيق المملكة لهذه الإنجازات والنجاحات جيلا بعد جيل، وملكا بعد ملك، وما تقوم به السعودية العظيمة لا تقوى عليه دول عظمى، فإدارة الحشود علم يدرس في أرقى الأكاديميات العسكرية وعلى الإعلام إبراز هذه النجاحات، والقدرة الإشرافية لسمو وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز ورجال الأمن البواسل بتنظيم الحج، وإدارة الحشود، ونقول للحاقدين موتوا بغيضكم، وشلت أيديكم، وكسرت أقلامكم، فنحن في المملكة وطن وشعب واحد فخورون بخدمة ضيوف الرحمن بقيادة ملك الحزم الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-.