استعرض مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث تجربته الرائدة في علاج سرطان الكبد غير القابل للاستئصال باستخدام تقنية الانصمام الإشعاعي (حقن المادة المشعة مباشرة داخل الشريان المغذي للورم) (TARE-Y90)، في المنتدى الدولي لدول البريكس حول الطب النووي في نسخته الأولى، الذي انطلقت أعماله يوم الخميس الموافق 20 من الشهر الحالي، في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، وذلك بحضور نخبة من الخبراء ومطوري ومصنعي المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية، وممثلين عن مراكز الأورام والعلاج والهيئات ذات الصلة في المجموعة. وخلال الكلمة التي قدمها استشاري الطب النووي البروفسور عبدالعزيز الصقير في المنتدى، استعرض نجاحات المستشفى في تطبيق التقنية المبتكرة لعلاج السرطان بأقل قدر من التوغل الجراحي، كخيار علاجي يجمع بين استخدام الانصمام عبر الشرايين والعلاج الإشعاعي، وقادر على استهدف مناطق محددة في الكبد، عبر توجيه إشعاع عالي الدقة باستخدام جزيئات مشعة صغيرة مباشرة إلى الأوعية الدموية التي تغذي الخلايا السرطانية، ما يسهم في تحسين جودة حياة المريض ومعدلات الشفاء. وشملت مشاركة البروفسور الصقير تعريفاً بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث ومسيرة مركز الملك عبد الله للأورام وأمراض الكبد التابع له، إضافة إلى مقدمة عن سرطان خلايا الكبد ومعدلات انتشاره، وخيارات العلاج مع تسليط الضوء على مراحل العلاج بتقنية الانصمام الإشعاعي، وأثره على جودة حياة المرضى. وضمن العلاجات التي يقدمها مركز الملك عبد الله للأورام وأمراض الكبد، الذي تأسس عام 2005 كأول وأكبر مركز لعلاج الأورام وأمراض الكبد في الشرق الأوسط، تأتي تقنية الانصمام الشعاعي كأحدث طرق العلاج، حيث تعمل على تدمير خلايا الورم إلى أقصى حد ممكن مع الحفاظ على أنسجة الكبد السليمة، ما يؤدي إلى تقليل الألم، وتقصير فترة التعافي، مع مضاعفات محتملة أقل مقارنة بالتدخلات الجراحية التقليدية. وخلال المنتدى، استعرض كبير علماء الأبحاث بقسم السايكلترون والصيدلانيات المشعة في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور محمد القحطاني، الاتجاه الحديث في استخدام النظائر المنتجة لأشعة ألفا في العلاج، موضحاً طرق إنتاجها وتقنياتها وتطبيقاتها الطبية، كما أشار إلى قدرتها على استهداف وتدمير الخلايا السرطانية بدقة، مع تقليل التأثير على الأنسجة السليمة، مما يعزز فعالية العلاج ويقلل من الآثار الجانبية. وكما تطرق الدكتور القحطاني إلى مقومات وقدرات قسم السايكلترون والصيدلانيات المشعة بالمستشفى في استخدام النظائر المشعة التصويرية في الكشف الطبي لمرضى الأورام خلال الفترة الممتدة من بداية التسعينات إلى وقتنا الحاضر، والتطور الكبير الذي شهده التصوير الطبي والكشفي بمركز الأورام. ويهدف المنتدى إلى تبادل المعارف والخبرات حول التطورات العلمية في تشخيص وعلاج مختلف الأورام السرطانية وغير السرطانية، بالاعتماد على النواقل الإشعاعية، بما في ذلك مناقشة تطوير وإنتاج الأجهزة الطبية والأدوية الإشعاعية المبتكرة، وتدريب الكوادر المهنية الماهرة، لتحسين جودة حياة المواطنين وزيادة متوسط العمر. يذكر أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث صُنف الأول في الشرق الأوسط وأفريقيا وال 20 عالمياً، للسنة الثانية على التوالي، ضمن قائمة أفضل 250 مؤسسة رعاية صحية أكاديمية حول العالم، والعلامة التجارية الصحية الأعلى قيمة في المملكة والشرق الأوسط، وذلك بحسب "براند فاينانس" (Finance Brand) لعام 2024، كما صُنف في ذات العام من بين أفضل 250 مستشفى في العالم من قبل مجلة نيوزويك (Newsweek).