أجرى مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض مؤخراً تنفيذ أحدث توسعة لقسم السايكلترون «المعجل النووي» وإنتاج النظائر والصيدلانيات المشعة وأكبرها في المملكة من حيث طاقة المجسمات المسرعة البالغة 30 مليون فولت كما شمل ذلك تجهيز وحدة إنتاج مولدات عنصر التكنيشيوم 99م لخدمة المرضى ورفع مستوى الرعاية الطبية في المملكة. وجهزت التوسعة الجديدة بأحدث الأجهزة والمعدات اللازمة لإنتاج النظائر المشعة وتوزيعها التي تتوافق مع أعلى معايير الأمان والسلامة الإشعاعية المطبقة عالميًا في إنتاج النظائر الصيدلانية المشعة والبالغة أكثر من 15 نوعًا، كما يضم المبنى معملاً متكاملاً لإنتاج الأطقم غير المشعة التي يحتاج إليها مولد التكنيشيوم 99م الصيدلاني، إضافة إلى احتوائه على نظام متكامل للحماية من الإشعاع يشمل أجهزة قياس الإشعاع في المعامل والممرات داخل المبنى وخارجه ومراقبة جميع عمليات الإنتاج والتوزيع. ويأتي هذا التوسع في إطار الدور الريادي الذي يلعبه المستشفى كأول مؤسسة طبية في المنطقة يستخدم جهاز السايكلترون «المعجل النووي» وكان ذلك في العام 1983م، وهو أحد الأجهزة الرائدة التي يحويها مركز الأبحاث. وكان المستشفى قد أضاف في العام 2007م سايكلترون ذا طاقة متوسطة (Model RDS Eclipse) لتغطية الطلب المتزايد على هذا النوع من النظائر المشعة، وتحديدًا النظائر المشعة للبوزيترون وزيادة استخدام جهاز التصوير البوزيتروني المصاحب لجهاز التصوير الطبقي (PET/ CT). وقد نجح القسم في إنتاج نظائر وصيدلانيات مشعة ذات كفاءة ومواصفات عالمية عالية، أشاد بها الكثير من الخبراء والمؤسسات العالمية مثل وكالة الطاقة الذرية، ويعود ذلك إلى العوامل التالية: ) تطبيق أعلى المعايير العالمية والوطنية في إنتاج المواد الصيدلانية المشعة وتوزيعها، التي أوصت بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) وكل من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والهيئة العامة للغذاء والدواء في المملكة، وكان من نتيجتها حصول القسم على العديد من شهادات الجودة العالمية منها: شهادة الأيزو ISO-9000:2008 في إدارة الجودة، اعتماده في مجال إنتاج المواد الصيدلانية المشعة ومجال تقنية السايكلترون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، شهادة الممارسة في مجال السايكلترون وإنتاج المواد الصيدلانية المشعة من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، شهادة الممارسة في مجال إنتاج المواد الصيدلانية المشعة من هيئة الغذاء والدواء السعودية. البحث والتطوير المستمران في مجالي تقنيات السايكلترون والصيدلانيات المشعة. التدريب والتطوير للعاملين والفنيين. وبلغ إنتاج قسم السايكلترون من النظائر الصيدلانية المشعة منذ بدء الإنتاج وحتى نهاية عام 2010م أكثر من 25.000 ألف دفعة من المواد المشعة، وأكثر من 300.000 ألف جرعة مشعة تم استخدامها في التشخيص النووي في نحو 50 قسمًا من أقسام الطب النووي في المملكة ودول المنطقة. ويستخدم هذا النوع من التشخيص الطبي من خلال حقن المريض بالمواد الصيدلانية المشعة أو تناولها عن طريق الفم، ومن ثم تصوير الأعضاء الداخلية لجسم الإنسان مثل: القلب، الكبد، وكامل الجسم للكشف على الخلايا السرطانية التي يمكن علاج بعضها بالنظائر الصيدلانية المشعة كسرطان الغدة الدرقية والغدة الكظرية، كما أن التقنيات العلمية التي يعتمدها التصوير النووي تقوم على التالي: التصوير بانبعاث البوزيترون، وتعد هذه التقنية الأحدث في مجال التشخيص النووي التي تعتمد على العناصر الباعثة للبوزيترون الصادرة عن جهاز السايكلترون. أجهزة التصوير بأشعة جاما. جهاز تصوير القلب والأوعية الدموية. وقد حصل القسم في منتصف الثمانينات على براءة إنتاج مادة اليود 124 وتركيبها من خلال اكتشاف طريقة جديدة تم تسجيلها لإنتاج هذا العنصر وتصنيعه لم تكن معروفة من قبل، وكان يتم تصدير هذا المنتج في البداية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا. كما جرى في منتصف التسعينات تصنيع وتركيب الجهاز الرقمي لمراقبة الإشعاع الذي تم تصميمه في القسم من أجل مراقبة الإشعاع في مناطق التشعيع. ويعمل على تشغيل جهاز السايكلترون وصيانته كوادر سعودية منذ حوالي 30 عامًا، تتمتع بخبرات متراكمة، تحظى بتقدير كبير من الهيئات العلمية العالمية، وتستعين بهم الهيئة الدولية للطاقة الذرية IAEA كمستشارين لها في الدول الأقل تطورًا أو في مجالات البحوث المتقدمة لإنتاج عناصر إشعاعية أخرى، ويشاركون بشكل فاعل في كثير من مطبوعات الوكالة التي تعنى بالسلامة الإشعاعية وإنتاج المواد الصيدلانية المشعة أو في وضع القوانين والمواصفات العالمية المراد تطبيقها.