إن الشعر الشعبي أساس لدراسات اللهجات وكثير أولئك الذين يتحدثون عن الأدب الشعبي بلغةٍ منمقةٍ تنحو مناحي الأعزاء من أجل الدفاع عن الأدب الشعبي في ظاهرها علماً أن الآراء التي تبني على النظرة الأدبية الفاحصة والعمق الفكري يكون لها صدى مدوٍ مؤداه التقبل.. لأن أبناء العلم الذين أنجبهم عصر الانفتاح أصبحوا يُميزون بين الجيّد والرديء ولا أخفيكم إعجابي برأي أي كاتب ولن أختلف معه عن التعريف الموجز للشعر أو فشل الشعراء في جدوى إفادة المتلقي ولا ما يقوم به بعض كتاب الشعر الشعبي من طرحٍ ساذجٍ فيما تتضمنه قصائدهم ولا عن تجريده للشاعر الشعبي ونعته بقول ما لا يعنيه!! إنني أختلف معهم في الشعر الشعبي الزجل والشعر الشعبي المُقفى صنو الشعر الفصيح الذي فهم بعضٍ منه يتعسر على روّاده لما يحتويه من رمزيّة نسجها عنفوان العبقرية الفطرية. هناك ثمة فرق بين الزجل والشعر الشعبي فالزجل يُكتب وفق مقاطع الكلمة ويقول روّاده إنه «ينز» برمزية يتعسر فهمها!! والشعر الشعبي المُقفى ليس هو الشعر الذي ينتهجه الشاعر في بناء قصائده والشاعر الشعبي يعتبر شاعراً إقليمياً يعبر عن مشاعره بلغته الشعبية التي يفهمها ويتحدث بها.. والكثير من الشعراء الشعبيين يتطرقون حسب مفهومهم!! وأن المسؤولية تقع على عاتق الشاعر العربي الفصيح فقد شهدت الفترة السابقة وحتى الحالية هجمات ازدراء لا حد لها لهذا الشعبي بالذات مما حدا بالكثير من الموهوبين إلى التحول نحو كتابة الأنواع من الأدب شعراً منثوراً أو قصة أو صَمَت البعض أو ظلّ البعض الآخر يجرجر أنفاسه مع قصائده على الرغم من أنه عن طريق الكلمات الشعبية البسيطة إذا أجاد الشاعر يملك بث قيَم نظيفة ورائعة لقارئ اليوم وتنتشله من غيهَب فقدان الثقة في كل الأشياء التي تدور حوله وكل الطنطناتِ الكاذبة التي تلتمع في صفاته إلا أن البعض ما زال يهاجم وبقسوة الشعر العامي «الشعبي » من حيث المبدأ أو رائدهم في ذلك شعراء كبار ونقّاد يرفضون دائماً الاستماع في مساحتهم أو تخصيص ولو صفحةٍ واحدةٍ في كتبهم لهذا الموروث.. وإذا كنّا نتحدث عنه فإنه... الإنصاف يقتضي الإشارة إلى شعراء كبار لهم الباع الكبير في ساحة ذلك الموروث وأشعارهم منهم شعراء الرعيل الأول.