الكتابة محاولة جادة لتفريغ الذهن من الأفكار السلبية وتفريغ الروح من التراكمات، لأنها تساعد على مواجهة الألم الذي يسكن النفس وتساعد على إطفاء الغضب الذي يتأجج في دواخلنا، ففي كثير من الأحيان يجد الإنسان نفسه عاجزًا عن التعبير اللفظي، وعاجزًا عن التواصل الاجتماعي مع الآخرين، لذلك تكون الكتابة هي الحل المثالي لمواجهة الذات وتفكيك تلك المشكلات وحلها ،حيث تمنع تكدس الأوجاع في داخل الروح الضعيفة، وتساعد الإنسان على التواصل مع ذاته وتسمح له بتحرير تلك الأزمات التي تسكن قلبه، وتساعده على ترتيب الأفكار وحل الفوضى، وقد أثبتت الدراسات العلمية أنها آداة مهمة لتحسين الصحة العقلية والعاطفية، حيث تخفف من عبء الضغوط النفسية، وتساعد على الرؤية الواضحة للمشكلة وأبعادها وتساهم في إبراز الحلول، وهي تعتبر طريقة علاج آمنة وسهلة لأنها لا تعتمد على العقاقير أو المسكنات أو حتى على الاستعانة بالآخرين، وتصنَّف الكتابة على أنها من أنواع العلاج السلوكي الفعال الذي يساهم في رفع الصحة النفسية للأفراد وبالتالي للمجتمع، وفي الكتابة العلاجية نحن لا نحتاج إلا للورقة والقلم وإطلاق العنان للروح فقط، كما أننا لسنا بحاجة إلى موهبة ومهارة ولا إلى عبارات منمقة، ولا إلى فنون سردية، بل نحتاج إلى كتابة الشعور والبوح به فقط دون قيود، دون محاذير، دون خوف من التعبير عن مكنونات النفس، ودون الالتزام بزمن أو وقت، بل بالتعامل معها كفسحة نفسية لإطلاق كل ما يختلج الروح من عراك ومصاعب، ورغم أن الكتابة العلاجية لا تحتاج إلى مهارات إلا أنها قد تساهم في البناء اللغوي للإنسان، وإكسابه مهارات الكتابة وفنونها، وجعله أكثر تواصلًا مع نفسه ومع مجتمعه، الكتابة العلاجية وسيلة مهمة للتشافي والتوازن ومواجهة ضغوط الحياة، وأيًا كانت مهارتك الكتابية ومستواك التعليمي والثقافي تأكد أن الورق يعالجنا ويمنحنا فرص كبيرة لتجاوز الأزمات.