احتضنت العاصمة الرياض خلال الأيام الماضية مؤتمر مستقبل الطيران في نسخته الثالثة الذي نظمته الهيئة العامة للطيران المدني برعاية خادم الحرمين الشريفين وذلك في تزامن مهم جداً، والبلاد تجني ثمار بشارات استحقاقات رؤية 2030 حيث بحث المؤتمر قضايا قطاع الطيران العالمي والنقل الجوي وتطوير الاستدامة البيئية في مجال الطيران المدني وتمكين النقل الجوي المتقدم وتعزيز مستوى الربط العالمي وتشكيل مستقبل النقل الجوي الدولي من خلال مرئيات نخبة من قادة الدول والمسؤولين التنفيذيين بشركات الطيران العالمية والمعنيين والمديرين التنفيذيين للمطارات وخبراء صناعة الطيران في العالم. لقد كان هذا المحفل متميزاً يواكب النقلات التي تنتظم المملكة في مختلف المجالات وارتقى لمستوى تطلعات القيادة، حيث استعرض الفرص الاستثمارية الواعدة في قطاع الطيران في المملكة التي تقدر بحوالي 100 مليار دولار، كما شهد المؤتمر توقيع حوالي 70 اتفاقية وصفقة بقيمة إجمالية تناهز 12 مليار دولار، وحقق المؤتمر تقدماً كبيراً على مسار الاستراتيجية الوطنية للطيران، كون هذا القطاع يلعب دوراً كبيراً في دعم النمو الاقتصادي بالمملكة حيث ساهم ب35 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي عام 2023 قرابة 10 ٪ من القيمة المضافة الإجمالية غير النفطية للمملكة. واستعرض الخبراء خلال الجلسات الحوارية العديد من التحديات التي تواجه قطاع الطيران العالمي، مثل النمو والاستثمار والمطارات والربط الجوي وإدارة سلاسل الإمداد والمرونة، والشحن والخدمات اللوجستية، الحركة الجوية ومستقبل الطيران والتقنية والتحول الرقمي والأمان ورأس المال البشري والاستدامة. الحراك الذي يقوده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظهما الله - في مختلف القطاعات يؤكد أن المملكة واعدة بالعديد من الوثبات والقفزات في المراكز العالمية لاسيما في القطاعات الحديثة والمتقدمة. حفظ الله بلادنا من كل شر ومكروه، وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار والوفرة والرخاء.