سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    مترو الرياض    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بنية تحتية متطورة
نشر في الرياض يوم 06 - 06 - 2024


تقديم خدمات طبية بأعلى مستوى وفق خطط منظمة
قطار المشاعر يعمل بالكهرباء وانبعاثاته الكربونية «صفر»
مشروع سقيا زمزم يضمن نقاء المياه بالطرق العالمية
تصعيد الحجاج المنومين في قافلة "تجربة سعودية رائدة"
تحولت خدمات الحج إلى صناعة حقيقية، تجاوزت التقليدية، إلى مواكبة التقنيات بمختلف طرائقها وفنونها، وأضحت شعيرة الحج والخدمات السعودية المصاحبة وجهين لعملة واحدة، وعلى مر سنين طويلة اكتسبت المملكة بأجهزتها الخدمية خبرات متراكمة مكنتها من التفوق في إدارة أكبر الحشود على مستوى العالم بعرقيات وجنسيات وثقافات مختلفة، ميزانيات ضخمة ومفتوحة، وحشود هائلة من الكوادر الأمنية والصحية والاجتماعية والخيرية، وبنية تحتية عصرية وضخمة، جندت لأعمال الحج وخدماته.
ولم تعد مساكن الحجاج في عرفات ومنى مجرد خيام قماشية، لكنها أصبحت مدينتين استثنائيتين لأكبر استخدام للخيام المقاومة للحريق وللحرارة على بنية تحتية صالحة لسنوات طويلة لخدمات المياه والتكييف والصرف الصحي والكهرباء والأمن والسلامة، بالإضافة إلى تطوير الممرات، والأرصفة والتشجير، وعمل قواعد أرضيات خراسانية أسفل أرضية الخيام، وتطوير المطابخ ودورات مياه المخيمات، وذلك بصورة دائمة تضمن الاستفادة من المخيمات بشكل دائم على مدار 10 سنوات تقريبًا لضمان إراحة ضيوف الرحمن من حجاج دول العالم.
طريق مكة
ومن واقع تجاربها السنوية على سنوات طويلة، خرجت الجهات الأمنية ممثلة بوزارة الداخلية بفكرة مشروع طريق مكة، كإحدى مبادرات الوزارة، في تسهيل إجراءات دخول الحجاج إلى المملكة وهي ضمن مبادرات برنامج خدمة ضيوف الرحمن؛ أحد برامج «رؤية 2030»، وتشارك فيها أكثر من عشرة جهات حكومية ذات علاقة في تنفيذ هذه المبادرة، وهي وزارات الخارجية، والصحة، والحج والعمرة، والإعلام، إلى جانب الهيئات الأخرى، مثل الهيئة العامة للطيران المدني، وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي - سدايا -، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، وتعمل وزارة الداخلية على تكريس جميع الإمكانات لتبسيط إجراءات دخول مستفيدي المبادرة من صالات المبادرة في مطارات دولهم إلى مطاري الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة، والملك عبدالعزيز الدولي بمحافظة جدة، بأحدث التقنيات، ويُشغلها كوادر بشرية مؤهلة تتحدث بلغات ضيوف الرحمن.
ذكاء اصطناعي
وتسهل وزارة الخارجية إجراءات التأشيرات للحجاج، وتقدم الدعم اللازم لهم قبل وصولهم، بينما تلتزم وزارة الصحة بتوفير الرعاية الصحية والفحوصات؛ لضمان سلامة الحجاج، كما تسهم وزارة الحج والعمرة في تنظيم وتوجيه الحجاج لسير العملية بكفاءة، في اتجاه متصل، تنسق الهيئة العامة للطيران المدني رحلات الحجاج الجوية وتوفر الخدمات اللوجستية، وتدير هيئة الزكاة والضريبة والجمارك العمليات الجمركية لسلامة الحجاج، كما تستخدم -سدايا- تقنياتها المتقدمة لتحسين وتسريع الإجراءات، وتهدف مبادرة طريق مكة إلى إنهاء جميع إجراءات دخول مستفيدي المبادرة قبل وصولهم، مما يسهم بشكل كبير في تسهيل هذه العملية وتوفير الوقت، بفضل استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، المبادرة المثالية تهدف إلى تقديم خدمات مُيسرة وسريعة، وجعل تجربة الحجاج أكثر راحة؛ تحقيقاً لأهداف رؤية 2030 في تحسين الخدمات المقدَّمة لضيوف الرحمن.
اهتمام خاص
وفي الحج تظل الخدمات الصحية من أهم المحطات في خارطة خدمات الحجاج في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، حيث تولي وزارة الصحة سنوياً هذا الملف اهتماماً خاصاً وأصبحت تتكئ على تجربة رائدة ونوعية في خدمات ملايين الحجاج والدراية بأهم الأمراض الموسمية في الحج، فضلاً عن التفوق الكبير في مباشرة الحالات الحرجة والإسعافية، حيث أكمل تجمع مكة المكرمة الصحي جاهزيته لموسم حج هذا العام 1445ه باكتمال الخطط التشغيلية لجميع المستشفيات والمراكز الصحية التابعة في العاصمة المقدسة والمشاعر المقدسة لتقديم خدمات طبية متكاملة على أعلى مستوى وفق خطط تنظيمية تشرف عليها وزارة الصحة من خلال تجهيز 18 مستشفى و126 مركزا صحيا في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
وأوضح تجمع مكة المكرمة الصحي، أن المستشفيات والمراكز الصحية أنهت كافة الاستعدادات لتنفيذ الخطط المعدة حيث يعمل مستشفى أجياد للطوارئ على مدار ال24 ساعة في تقديم الرعاية الصحية لزوار وقاصدي المسجد الحرام، إضافةً إلى ثلاثة مراكز للطوارئ في أروقة الحرم وجميعها مجهزة بأحدث التجهيزات للتعامل مع الحالات الطارئة كما جرى تشغيل مستشفى الحرم الموسمي في الساحات الشمالية للمسجد الحرام، وأضاف: تم تسخير جميع الإمكانات لتجهيز الكوادر المدربة والاحتياجات المطلوبة لضمان استمرار العمل في جميع العيادات الخارجية بجميع المستشفيات والمراكز لاستقبال المستفيدين وتقديم الرعاية الصحية والخدمات والبرامج الطبية على أعلى مستوى، حيث جرى تخصيص 3944 سريرا بمختلف المرافق الصحية منها 654 سريرا للعناية المركزة.
خط ساخن
وبين التجمع الصحي أنه جرى توفير 155 سيارة إسعاف مجهزة للعمل طوال الموسم، بالإضافة إلى دعم مستشفى نمرة بحافلات إسعافيه متنقلة، و13 فرقة إسعافية، بجانب توزيع ثمانية فرق إسعافية في مستشفى جبل الرحمة، و12 فرقة إسعافية بمنشأة الجمرات، و23 فرقة إسعافية ثابتة موزعة على المستشفيات، مبيناً التجمع أن الخطط تركز على العمل بطريقة سلسة وانسيابية عالية بين جميع المراكز والمستشفيات التابعة للتجمع الصحي بمكة المكرمة لتقديم الخدمات الصحية بشكل متكامل، بحيث يتم قبول الحالات ونقلها بين المستشفيات حسبما تتطلب الحالة الطبية بأسرع الطرق لضمان تقديم الرعاية الصحية في الوقت المناسب، مضيفاً أن جميع مستشفيات مكة المكرمة تتعامل مع حالات الجلطات الدماغية عبر الخط الساخن فضلاً عن ارتباطه بالمستشفى الافتراضي للتعامل مع حالات الجلطات وإنقاذ الحياة بحسب المعايير العالمية، وأكد تجمع مكة الصحي على أنه تتعامل مستشفيات النور التخصصي والملك فيصل والملك عبدالعزيز وحراء العام وأجياد ومستشفى الولادة والأطفال مع جميع الحالات من خلال أقسام الطوارئ المجهزة بكامل التجهيزات للتعامل مع الحالات الطارئة، في حين تعد مدينة الملك عبدالله الطبية المستشفى المرجعي والمتخصص في التعامل مع حالات الجلطات القلبية والدماغية حيث يتم نقل الحالات لها وفق الوقت المحدد عالميا لتعامل مع الجلطات وبأسرع الطرق من خلال إدارة أهلية العلاج والتنسيق الطبي بالتجمع مكة المكرمة الصحي.
مشروع فاخر
ويُعد قطار المشاعر المقدسة أحد أبرز المشاريع السعودية الفاخرة التي نفذتها المملكة خلال السنوات الماضية لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وهو قطار كهربائي ترددي صمم لخدمة قاصدي بيت الله الحرام في موسم الحج سنوياً، يقوم بنقلهم بين المشاعر المقدسة من منى وعرفات ومزدلفة، ودخل قطار المشاعر المقدسة الخدمة في نوفمبر من العام 2010 بعد قرابة العامين من بدء أعماله الإنشائية، ويعمل على خط حديدي يبلغ طوله 18 كيلو متراً ينطلق من منطقة تخزين القطارات على طريق الطائف مكة المكرمة، ليعبر تسع محطات ثلاث في مشعر عرفات وثلاث في مشعر مزدلفة وثلاث في مشعر منى آخره تقع بجوار منشأة الجمرات وتبلغ سرعة القطار 80 كيلو متراً في الساعة ويستطيع قطع المسافة بين منى وعرفات خلال قرابة عشرين دقيقة، ويتكون أسطول قطار المشاعر المقدسة من 17 قطاراً، تبلغ الطاقة الاستيعابية للقطار الواحد ثلاثة آلاف راكب، في حين أن سعة القطار المقعدية تبلغ 20 % من مجموع ركابه، لتبلغ بذلك طاقة قطار المشاعر المقدسة الاستيعابية 72 ألف راكب في الساعة الواحدة، ويسهم في نقل ما يزيد على 350 ألف حاج في حركته لنقل الحجاج بين مختلف المشاعر المقدسة.
استيعاب الأعداد
وروعي في تصميم محطات قطار المشاعر عدة أمور لتسهيل تنقل الحجاج أثناء دخولهم للمحطات وركوبهم للقطار وأثناء مغادرتهم له، من أجل استيعاب الأعداد الكبيرة من الحجاج الذين يستخدمونه، فتم فصل منطقة الانتظار عن منطقة الصعود، وكذلك تم فصل رصيف الصعود عن رصيف المغادرة، وتحتوي محطات قطار المشاعر المقدسة على جسور ربط مخصصة لنقل الركاب للدور الأرضي للمحطة من الجهة المقابلة لها، وكذلك على منحدرات مخصصة لنقل الركاب من رصيف المحطة، بالإضافة إلى مصاعد كهربائية تهدف لتسهيل دخول وخروج الحجاج للمحطة وبشكل خاص كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، كما روعي في تصميم المحطات عدد أبواب الدخول والخروج للقطار والبالغ عددها 60 باباً لكل جانب حيث تحتوي المحطات على العدد ذاته من الأبواب لتسهم في دخول وخروج سلس للحجاج أثناء رحلتهم على متن القطار، ويسهم قطار المشاعر المقدسة في نقل مئات الآلاف من الحجاج في كل حركة من حركاته المختلفة بين المشاعر، فبالإضافة إلى وصول هذا العدد الكبير من الحجاج بيسر وسهولة لأداء مختلف المناسك في وقت قصير مقارنة بوسائل النقل الأخرى فإن وجود القطار يسهم في إزاحة ما يقارب الخمسين ألف حافلة ركاب من الطرق أثناء موسم الحج، وهو ما يخفض من الزحام المروري وكذلك يسهم في تخفيض الانبعاثات الكربونية.
صديق البيئة
ويعد قطار المشاعر المقدسة من القطارات صديقة البيئة حيث يعمل بالطاقة الكهربائية، وهو الأمر الذي يجعل مستوى انبعاثاته الكربونية صفرياً ويسهم في الحفاظ على البيئة في منطقة المشاعر المقدسة والحفاظ على الصحة العامة لحجاج بيت الله الحرام، ولقطار المشاعر المقدسة أسلوب تشغيلي خاص به لا يتواجد في أي قطار آخر في العالم حيث يعمل بالنظام الترددي -المترو-، فيتم تنظيم حركة القطار وفقاً للاحتياج اليومي في موسم الحج وبحسب النسك المفروضة لكل يوم، حيث يتم من خلال مركز التشغيل والتحكم بالمقر الرئيسي لإدارة القطار تحديد مواقع مرور وتوقف القطار، من خلال خمس حركات مختلفة تبدأ من اليوم السابع من ذو الحجة وحتى نهاية أيام التشريق، وقام قطار المشاعر بنقل أكثر من مليون و350 ألف راكب في موسم الحج 1444ه وذلك عبر 2500 رحلة.
ترقية وتطوير
ومنذ تولي «سار» مسؤولية إدارة وتشغيل قطار المشاعر المقدسة حرصت على تطوير البنية التحتية وكذلك الأنظمة التشغيلية للقطار، فقد نجحت هذا العام في إضافة أكثر من 96 معدة صيانة ميكانيكية وكهربائية لتسهم في توفير الصيانة الثقيلة للقطارات، فتم خلال الأشهر الماضية إعادة تأهيل عدد تسعة قطارات بالكامل وذلك ضمن خطتها لصيانة وتأهيل القطارات، كما قامت بترقية وتطوير أنظمة التواصل مع الركاب من خلال الشاشات والأنظمة الصوتية، وكذلك تبنت «سار» عملية تطوير وتحسين أنظمة الإشارات والاتصالات المختلفة التي تستخدم على الخط الحديدي أو في مركز التشغيل والتحكم، وتقوم بعد نهاية كل موسم حج بتقييم أعمالها، وتراجع خططها للمواسم المقبلة، وكذلك بعد نهاية كل موسم حج تبدأ في صيانة القطارات والخطوط الحديدية وتطوير كافة الأنظمة التشغيلية لتواكب أحدث ما وصلت له التقنيات في هذا المجال، وتتعاقد «سار» كل عام في موسم الحج مع أحد الشركات المختصة من خلال توفير وظائف موسمية حيث يقوم العاملون في هذه الوظائف بمهام التوجيه وإدارة الحشود في قطار المشاعر المقدسة مع ضمان سلامة الحجاج، وقبل موسم الحج تقوم الخطوط الحديدية السعودية بتوفير وتدريب أكثر آلاف السعوديين ممن يتحدثون عدة لغات للعمل في مختلف محطات قطار المشاعر التسعة، حيث أسهموا في سهولة تنقل أكثر من 1.35 مليون راكب لقطار المشاعر المقدسة بكل يسر وسهولة.
سقيا زمزم
ولم تكن أعمال تطوير سقيا زمزم الماء المبارك الذي ارتبط بالمسجد الحرام منذ البدء بمعزل عن التطورات الإنشائية والخدمية والتقنية في البيت العتيق، بل واكبت تلك المستجدات بإنشاء مشروع ضخم هو مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم من أكبر المشروعات الخاصة بسقيا زمزم وتوزيعه، حيث تبلغ الطاقة الاستيعابية للمشروع خمسة آلاف متر مكعب من مياه زمزم يومياً وإنتاج 200 ألف عبوة بلاستيكية يوميا من ماء زمزم بسعة 10 لترات لكل عبوة، وبلغت التكلفة الإجمالية لهذا المشروع 700.000.000 ريال، ويشتمل المشروع على 42 نقطة توزيع بمقر المشروع، وبذلك أصبح الحصول على عبوات ماء زمزم ميسراً وبدون أي عناء أو مشقة وفي أي وقت على مدار الأربع والعشرين ساعة.
ويهدف المشروع إلى ضمان نقاوة مياه زمزم وبأحدث الطرق العالمية وتعبئته وتوزيعه آلياً حيث تبلغ الطاقة المركبة لمحطة التصفية خمسة ملايين لتر يومياً، عبر خطي تصفية، كل خط يتكون من مجموعة من الفلاتر الخاصة بتصفية المياه، ووحدة تعقيم في نهاية كل خط، ويشتمل مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم على خزان رئيسي يتسع ل(10) ملايين لتر من المياه المنتجة بحيث تضخ منه المياه بواسطة مضخات المياه المنتجة وعددها أربع مضخات إلى الحرم المكي الشريف عبر خط ناقل قطره (200) ملم، ويوجه قسم من إنتاج محطة التصفية وقدره مليونا لتر يومياً ما يعادل (200) ألف عبوة يومياً، إلى مصنع التعبئة مباشرة ليعبئ في عبوات بسعة (10) لترات.
طاقة قصوى
ويتكون مصنع التعبئة من عدة مبانٍ، منها مبنى ضواغط الهواء ومستودع عبوات المياه الخام، ومبنى خطوط الإنتاج، ومبنى مستودع العبوات المنتجة بطاقة تخزينية يومية تبلغ (200) ألف عبوة، وتبلغ المساحة الكلية للمصنع 13.405 أمتار مربعة، ويشمل المشروع مبنى المولدات الكهربائية الاحتياطية بطاقة (10) ميجاوات ويعمل بنظام «سكادا» الذي يمكن من التحكم والمراقبة لمراحل المشروع كافة ابتداءً من ضخ المياه من البئر إلى آخر مراحل التعبئة.
وأكدت الإدارة العامة لمشروع الملك عبد الله لسقيا زمزم جاهزية كافة خطوط الإنتاج في مصنع التعبئة بطاقة إنتاجية قصوى تصل إلى (200) ألف عبوة يوميًا سعة خمسة لتر، كما تبلغ السعة القصوى لتخزين العبوات في المشروع أكثر من اثنين مليون عبوة، إضافةً إلى استمرار الإنتاج اليومي، وقيام منسوبي المشروع بالعمل على إرشاد المستفيدين وتوجيههم، والإجابة عن جميع استفساراتهم المتعلقة بالخدمات.
تجربة رائدة
وفي لفتة إنسانية سنوية ارتبطت بصحة الحجيج في كل عام، تظل أعمال تصعيد الحجاج المنومين في مستشفيات العاصمة المقدسة وما حولها في قافلة صحية تجربة سعودية رائدة تحقق أمنيات القادمين لأداء مناسك الحج من كل بقاع الدنيا، في صورة عصرية مثيرة للإعجاب في مجال حقوق إنسان اليوم، حيث تصعد وزارة الصحة في كل عام من يوم عرفات قافلة تُقلُّ حجاجًا من عدد من الجنسيات المختلفة من مستشفيات تجمع مكة المكرمة الصحي، والذين يمثلون المرضى المنومين في مستشفيات العاصمة المقدسة لإيصالهم إلى المشعر المقدس في عرفة؛ لتمكينهم من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، وتحقيق أمنياتهم في أداء الفريضة بصحبة فريق طبي متخصص، وأوضحت الوزارة أن التجمع الصحي أعد برنامجًا متكاملاً للقافلة منذ خروجهم، وخلال الفترة التي يقضونها في مشعر عرفات، وذلك بمتابعتهم طبيًّا، والحرص على تواجد الفريق الطبي المختص بكل مريض، وقياس علاماته الحيوية بشكل مستمر، مع تقديم وجبات غذائية ومنشورات توعوية عن الحج خلال رحلتهم.
وأبانت الصحة أن تصعيد الحجاج المرضى يوم عرفة يأتي ضمن خطة معدة ومدروسة في موسم الحج من خلال قافلة تضم حافلات مجهزة ومزودة بفريق طبي متكامل وملزمة إسعافية، بالإضافة إلى أجهزة مراقبة القلب وأجهزة الإنعاش، ويرافق القافلة مركبات إسعاف مجهزة، لافتة إلى أن قافلة الحجاج هي خدمة متميزة لحجاج بيت الله لمساعدتهم على أداء فريضة الحج، وإدخال الفرحة إلى قلوبهم بالوقوف بعرفات، والتي تأتي ضمن الجهود التي توليها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لتذليل العقبات أمام ضيوف الرحمن، والدعم اللا محدود لمقام وزارة الصحة لتصعيد المرضى وتمكينهم من أداء الشعيرة.
أدق التفاصيل
وتتجاوز اهتمامات الجهات الحكومية المشرفة على خدمات الحج توفير المسكن اللائق والطعام الصحي والنقل الآمن إلى الاهتمام بأدق التفاصيل ومن ذلك مواجهة حرارة أرضيات المشاعر في عرفات ومنى ومزدلفة وخاصة طرق المشاة في ظل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة.
وتقوم الهيئة العامة للطرق، وبالشراكة مع عدد من الجهات ذات العلاقة، بالتوسع في تجربة تبريد الأسطح الإسفلتية في عدد من المواقع بالمشاعر المقدسة، حيث قامت الهيئة، وبالشراكة مع الجهات ذات العلاقة، بتنفيذ هذه المبادرة، بجانب مسجد نمرة في مشعر عرفات، وذلك بمساحة 25 ألف متر مربع، وتهدف هذه التجربة لخفض درجة الحرارة في الأحياء والمناطق السكنية، وتقليل الطاقة المستخدمة في تبريد المباني، وتقليل آثار تغير المناخ، كما تسهم هذه التقنية في توفير بيئة أكثر راحة بمناطق الانتظار، والمناطق التي يتجمع فيها الناس.
جودة عالية
وفي صور ماتعة للتحديات السعودية في الموسم للتعامل مع أكبر تجمع بشري سنوي متمثل في موسم الحج، بثقافات، وجنسيات، متعددة وفي أيام محدودة، تعتبر الخدمات الإسعافية السعودية إحدى القوى السعودية الناعمة أمام حجاج أكثر من 150 دولية، وتقدم هيئة الهلال الأحمر السعودي خدمات ذات جودة عالية لضيوف الرحمن في مواسم الحج التي تأتي تحت شعار «يسر وطمأنينة»، حيث توفر أكثر من 2540 من الكوادر الطبية الإسعافية والإدارية، ما بين أطباء وأخصائيين وفنيي إسعاف وطب الطوارئ، موزعين على 98 مركزاً إسعافياً في المنافذ وطرق الحاج والعاصمة المقدسة والحرم المكي الشريف والمشاعر المقدسة.
وتستعين الهيئة بنخبة من القوى البشرية الإدارية لرفع الجاهزية والتخطيط وتقديم الدعم اللوجستي لضمان الاستدامة التشغيلية للخدمة الإسعافية، بالإضافة إلى دعم قواتها البشرية من العاملين في الميدان بأكثر من 694 من أسطولها الإسعافي الذي يتكون من 320 سيارة إسعاف و13 سيارة استجابة متقدمة وسبع طائرات إسعاف جوي وطائرتين إخلاء طبي و 15 دراجة نارية و 150 عربات قولف، و 150 سكوتر كهربائي، إضافة إلى 27 دراجة كهربائية و10 باصات إسعافية، وسيارات خدمة لدعم العمل الإسعافي والإداري خلال مهمة حج هذا العام.
فريق تطوعي
ويعمل مع هيئة الهلال الأحمر السعودي هذا العام أكثر من 96 من العاملين في الترحيل الطبي بالعاصمة المقدسة، ووجود مترجمين بعدة لغات لدعم استقبال وترحيل البلاغات الإسعافية تتناسب مع الحالات الشائعة في مواسم الحج وتقديم التعليمات ما قبل وصول الفرق الإسعافية لزيادة فرص النجاة وتحسين جودة الحياة من خلال الاستجابة السريعة للمستجيب الأول، ودعمت الهيئة أعمال الحج بأكثر من 595 متطوعاً يعملون تحت مظلة الفريق التطوعي في مختلف التخصصات الطبية والإسعافية، وتتمثل مشاركتهم في دعم تقديم الخدمات الإسعافية في مختلف المواقع والعمل على توعية وتثقيف الحجاج على أهم الطرق الوقائية من الأمراض والإصابات، ووضعت الهيئة طاقاتها وإمكانياتها كافة لخدمة ضيوف الرحمن لموسم الحج عبر تقديم أفضل الخدمات الإسعافية للحجاج والمشاركين من خلال انتشار الفرق الإسعافية وضمان الوصول للحالات الإسعافية في أسرع وقت ممكن.
رصيد احتياطي
وأعدَّت هيئة الهلال الأحمر السعودي، ممثلة بوحدة الإمداد والتجهيز الطبي بحج هذا العام 1445ه، عملية تموين وتزويد سيارات الإسعاف المشارِكة في الحج عن طريق «صناديق مستهلكات التموين الطبي»، حيث يجري تجهيز كل سيارة إسعاف بثلاث فئات مختلفة، وجُهزت وحدة التموين الطبي بأكثر من 10 آلاف صندوق يحتوي على عشرة ملايين قطعة من المستهلكات الطبية، بالإضافة إلى وجود رصيد احتياطي يقدَّر ب5 ملايين قطعة طبية في نقاط الإمداد يَسهل من خلالها تأمين الميدان بشكل مستمر ودون انقطاع، ويستطيع نظام صناديق المستهلكات، بفئاته الثلاث، تقديم الخدمة الطبية الطارئة ل(20 - 30) حالة طارئة عادية، و(15 - 20) حالة حادة وحرجة، بخلاف احتواء كل سيارة إسعاف على مواد أساسية من أجهزة صدمات وأسطوانة أكسجين وجهاز قراءة العلامات الحيوية، بالإضافة لأجهزة شفط السوائل والألواح الخشبية والجبائر العنقية وتثبيت الأطراف.
خدمات دعوية
وتُعد الخدمات الدعوية والارشادية محطة مهمة من محطات خدمات حجاج بيت الله الحرام، حيث أطلقت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ممثلة بالأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج والعمرة والزيارة، البرامجَ الدعوية والإرشادية لتوعية ضيوف الرحمن خلال موسم حج هذا العام 1445ه، تتمثل في تقديم حزمة من الخدمات الدعوية والتوعوية من خلال المنافذ ومساجد المواقيت والحل ومراكز التوعية الإسلامية والكبائن الميدانية في العاصمة المقدسة، والمشاعر المقدسة، ومصليات المنطقة المركزية بجوار بيت الله الحرام بمشاركة نخبة من الدعاة والعلماء وطلبة العلم والمترجمين بلغات عالمية، تماشياً مع رسالة المملكة السامية في نشر الوسطية والاعتدال، وتوجيه ضيوف الرحمن وفق المنهج الصحيح.
وتقدم الوزارة أكثر من مائة وستين ألف منشط دعوي، وتتمثل الجهود الدعوية التي تقدمها الأمانة في تكليف نخبة من الدعاة للرد على أسئلة الحجاج واستفساراتهم المتعلقة بمناسك الحج والعمرة من خلال كبائن التوعية في مسجد عائشة بالتنعيم، ومسجد الجعرانة، ومصليات المنطقة المركزية، ومساجد مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بالإضافة إلى إلقاء الكلمات الوعظية والدروس والمحاضرات اليومية في تلك المصليات والمساجد.
هاتف مجاني
ومواكبةً للتقنية الحديثة سخرت الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج والعمرة والزيارة جهودها الدعوية لتوعية ضيوف الرحمن من خلال المكتبة الإلكترونية التي تضم آلاف الكتب الدينية، وتشغيل الهاتف المجاني للرد الآلي والرد على السائل (8002451000) على مدار الساعة؛ للاستفادة منه لنشر المعلومات الصحيحة عن مناسك الحج والعمرة وفق الكتاب والسنة بعشر لغات عالمية، إلى جانب تركيب عدد من الشاشات الإلكترونية الضخمة في مساجد المشاعر المقدسة، وتشغيل الشاشات الموجودة في المصليات بمنطقة الحرم المكي لبث الرسائل التوعوية بلغات متعددة عالمية.
وكذلك من الجهود التقنية تشغيل أجهزة الآيباد لخدمة «فتوى» للرد على الأسئلة عبر البث المرئي، كما يتم بث الملايين من الرسائل التوعوية النصية (sms) إلى الهواتف النقالة للحجاج، بالإضافة إلى بث البرنامج الدعوي عبر منصة حساب الوزارة في منصة اليوتيوب الذي سيقام في مسجد الخيف بمشعر منى، ويقدمه مجموعة من أصحاب الفضيلة العلماء والدعاة.
وتهدف هذه البرامج الدعوية توعية ضيوف الرحمن من الحجاج إلى كيفية أداء مناسكهم على هدي الكتاب والسنة، والتيسير عليهم، والحث على السكينة وأنها مطلب من مطالب إتمام النسك، وتأصيل العقيدة الصحيحة، وإبراز محاسن الإسلام ويسره في العبادات والمعاملات والسلوك، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عنه والتحذير منها، وبيان مكانة وقدسية الحرمين الشريفين، وثواب العمل فيهما، وحرمة دم المسلم وماله وعرضه، والحث على تحقيق معاني الأخوة الإسلامية وفق منهج الوسطية والاعتدال، وبيان جهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين بدعم سخي من خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين «حفظهما الله».
جسر الجمرات سهّل حركة التنقل منه وداخله وإليه
تنظيم الحركة بالقرب من الحرم المكي
قطار المشاعر صمّم من أجل استيعاب الأعداد الكبيرة من الحجاج
تسهيل إجراءات دخول الحجاج إلى المملكة
حافظات مياه زمزم في الحرم لسقيا الحجاج
جاهزية خطوط الإنتاج في مصنع التعبئة بمشروع سقيا زمزم
انسيابية تعكس نجاح الجهات المعنية بالحج
تقديم الرعاية الطبية لأحد الحجاج المنومين بمستشفيات العاصمة المقدسة
مستشفى الطوارئ بمنى جاهز لاستقبال الحالات المرضية أو الإصابات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.