كشف تقرير جديد لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" وبرنامج الأغذية العالمي عن بؤر الجوع الساخنة في العالم، أن المجاعة تلوح في الأفق في غزة والسودان، وتشمل نقاط الجوع الساخنة أيضا جنوب السودان وهايتي ومالي وملاوي وموزمبيق وزامبيا وزيمبابوي . وحذر التقرير من أن الصراع المستمر في فلسطين من المتوقع أن يؤدي إلى تفاقم الجوع الحاد إلى مستويات كارثية ومجاعة وموت، وأنه ما لم يتم السماح بوصول المساعدات الإنسانية بالقدر الكافي، فمن المتوقع أن يواجه نصف سكان غزة الموت أي مليون شخص بحلول منتصف يوليو، عند بلوغ المرحلة الخامسة من الجوع . وأشار إلى أن الوقت ينفد لإنقاذ الناس من الموت جوعًا في السودان، حيث تقترب المجاعة من الملايين من السودانيين في الخرطوم والجزيرة وكردفان ودارفور، ويعاني 18 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي. وحث التقرير على اتخاذ إجراءات فورية لمنع المجاعة، ويحذر من الظواهر المناخية المتطرفة المرتبطة بظاهرة النينيا. وبين تقرير الإنذار المبكر المشترك بين منظمة الفاو وبرنامج الأغذية العالمي أن انعدام الأمن الغذائي يتفاقم من حيث الحجم والشدة في 18 نقطة ساخنة للجوع، وأن الصراعات والظواهر المناخية المتطرفة والصدمات الاقتصادية تدفع الأسر الضعيفة في براثن الجوع، محذرًا من أن انخفاض مستويات التمويل الإنساني يزيد من تدهور هذه الأزمات. ودعا إلى التحول من الاستجابة للأزمات بعد حدوثها، إلى نهج استباقي والوقاية من أزمات الجوع، وبناء قدرات المجتمعات الضعيفة على الصمود. وقال المدير العام لمنظمة الفاو شو دونيو إن التحرك قبل الأزمات يمكن أن ينقذ الأرواح ويعالج مشكلات نقص الغذاء، ويحمي سبل العيش بتكلفة أقل بكثير من الاستجابة الإنسانية بعد وقوع الأزمات، حيث يكون الأوان قد فات بمجرد الإعلان عن المجاعة، وسيكون الكثير من الناس قد ماتوا جوعًا بالفعل، وقد لقي 125 ألف صومالي حتفهم جوعًا في عام 2010 قبل إعلان المجاعة رسميا، وفشل العالم في الاستجابة للتحذيرات في ذلك الوقت . وقالت سيندي ماكين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، أنه يجب التحرك الآن لمنع هذه النقاط الساخنة للجوع من التحول إلى مجاعات، وأن هناك حاجة للموارد قبل فقدان المزيد من الأرواح .