تحرص المملكة على تكريم المبدعين في المجالات كلها، وترى في التكريم ثقافة عامة، يجب أن تنتشر وتستمر في مساريها الرسمي وغير الرسمي، حفاظاً على الإبداع والتميز اللذين تبحث عنهما الأمم المتطلعة إلى حياة أفضل وأزهى، وأهم ما ينطبق على المشهد السعودي، تحت مظلة رؤية 2030، التي وعدت بصناعة مجتمع متميز وحيوي، يعتمد على الإبداع والابتكار والريادة، وليس على التقليد والمحاكاة والتكرار. في زمن الرؤية، باتت مشاهد التكريم في المملكة بمثابة مسلسل مستمر، لا تنتهي حلقاته، إيماناً من القيادة الرشيدة بأهمية أن يكون للوطن رموز ساطعة في جميع المجالات، تقود حركات التغيير والتأسيس التي تمهد الطريق لصناعة الإبداع البشري، وبناء الحضارات، وبالتالي يصبح هؤلاء قدوة حسنة لمن يأتي من بعدهم، يسيرون على نهجهم، ويحاكون تطلعاتهم في تعزيز التميز في مجال معين، ومن هنا طال التكريم العلماء والطلاب والرياديين، وأصحاب الأفكار النوعية، وصولاً إلى الفنانين والرياضيين من الجنسين. ولعل آخر صور التكريم التي شهدها المجتمع السعودي، ما وجّه به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - بناءً على ما رفعه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بإطلاق اسم الأمير بدر بن عبدالمحسن - رحمه الله - على أحد طرق مدينة الرياض، تقديراً للدور الوطني الفاعل للأمير الراحل، وتثميناً لتجربته الشعرية التي تمثل مدرسة فريدة، جددت القصيدة النبطية، وكان لها أثر بالغ في الأدب السعودي والعربي. مشاهد التكريم المتعددة، تعكس حرص المملكة وقيادتها الحكيمة على تقدير إبداعات وإنجازات علمائها ومفكريها ومثقفيها، من خلال حفلات تكريم لائقة بما أنجزوه للوطن، وللتاريخ الإنساني، الذي يرصد ويوثق إبداعاتهم، كما أن عملية اختيار المبدعين الذين يستحقون التكريم تتم بناءً على معايير لجان مختصة، ذات خبرة وكفاءة ومهنية في مجالاتهم المختلفة، وتمنح لهم الأوسمة والجوائز التقديرية. تعزيز ثقافة التكريم بهذه الوتيرة مؤشر إيجابي، يؤكد أن هذا الوطن يُجل مبدعيه، ويمنحهم حقهم الطبيعي من التقدير المادي والمعنوي، وهو ما يحمل بشارة خير بأن هذا المجتمع سيحقق كل ما يحلم به، ويسعى إليه، اعتماداً على سواعد أبنائه وعقولهم الفذة، وجهودهم المشكورة، وهذا كفيل بصناعة وطن متطور ومزدهر.