فوز المملكة في جوائز القمة العالمية لمجتمع المعلومات للعام 2024م يؤكد ريادتها التقنية في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، وذلك في إطار جهود الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) بوصفها المرجع الوطني للبيانات والذكاء الاصطناعي. هذا الفوز لم يكن مفاجئاً، إذ أنه يمثّل ثمرة طبيعية للجهود الدؤوبة التي تبذلها (سدايا)، فكان أن حصدت بلادنا جائزة دولية وشهادتي تميز في القمة العالمية لمجتمع المعلومات 2024. ولا شك أن متابعة وتوجيهات سمو ولي العهد، رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، أفضت إلى هذه النتيجة لتصل المملكة للريادة العالمية في التقنيات المُتقدمة والبيانات والذكاء الاصطناعي، مُترجمة بذلك تحقيق الاستفادة المثلى من تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي، وتسخير الإمكانات العالية لتحقيق التحول الرقمي بالمملكة تحقيقًا لمستهدفات رؤية السعودية 2030. وكما هو معلوم أن فوز المملكة بهذه الجائزة العالمية من خلال مشروعات سدايا التي نافست 360 مشروعًا من 193 دولة، حيث تميزت سدايا ببنك البيانات الوطني ومنصة استشراف، ومبادرة برنامج إيلفيت ومبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، مما يعكس التزام المملكة بتوظيف التقنيات المتقدمة لتحقيق التنمية المستدامة، وكان للمشروعات المُقدمة الأثر المدهش الذي يحق لنا أن نباهي به؛ إذ يؤكد الشغف وسقف الطموح الذي ننطلق منه لجميع مشاريعنا سقف لا يحدّه شيء، فهمّة طويق التي باتت محرّكاً فاعلاً، ومُحفّزاً للعمل الاحترافي الذي لا يقنع بالعادي، ولا يقف عند المتاح، بل إنّ الطموح يتراحب، وينطلق نحو آماد قصيّة لا يرتادها إلا من يحظى بقيادة كقيادتنا؛ قيادة جعلت من الريادة، والابتكار والإبداع مفاتيح للعطاء والحضور في كل المحافل، ومن هنا فإن المملكة أصبحت القاسم المشترك في الإنجاز، والتقدّم، واجتراح الآفاق التي يراها الآخرون مستحيلة. من هذه المشاريع بنك البيانات الوطني، والذي يهدف إلى تعزيز عملية مشاركة البيانات في المملكة وتحسين جودة البيانات الوطنية والمساهمة في بناء اقتصاد رقمي قائم على البيانات، ومنصة استشراف التي تعمل على توظيف البيانات الضخمة، وتحليلها في بنك البيانات الوطني، لدعم مختلف القطاعات الحكومية، والارتقاء بالمملكة كأحد الاقتصادات القائمة على البيانات والذكاء الاصطناعي، وتهدف لتطويع قدرات التحليل المتقدمة والذكاء الاصطناعي لدعم صناعة القرار في المملكة، والوصول إلى آفاق اقتصادية جديدة لتحقيق الأولويات الوطنية وتعزيز نجاح برامج ومبادرات رؤية السعودية 2030. وكذلك مبادرة برنامج إيليفيت التي تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم الهادفة إلى تمكين المرأة في العالم من ممارسة وظائف جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في الأسواق الناشئة من خلال تدريب أكثر من 25 ألف امرأة على مدى السنوات الخمس المقبلة؛ ليتيح وصول السيدات إليه ومن هنّ في مجالات التقنية والعلوم، والمهتمات بممارسة المهن في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، بحيث يصبحن أكثر استعدادًا لمتابعة فرص العمل المتزايدة في هذا المجال، وخلال المرحلة الأولى تم تدريب ألف امرأة يمثلن 28 دولة. ولا شك بأن المملكة لا تقف ريادتها على الناحية التقنية؛ بل إنها الأنموذج الأسطع والأرقى، والأكثر مصداقية فيما يخص تطبيق مبادئ وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي أثناء مراحل دورة حياة تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، كما تسهم في دعم مبادرات تنمية البحث والتطوير والابتكار في المملكة، ما انعكس على مستوى جودة الخدمات التي تقدمها المملكة للأفراد بما يضمن الاستخدام المسؤول لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.