في ظل التحول الرقمي السريع الذي تشهده المملكة العربية السعودية، تُعتبر الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» ركيزة أساسية في تحقيق الأهداف الطموحة لرؤية 2030. تعد سدايا الجهة المختصة في المملكة العربية السعودية بالبيانات والذكاء الاصطناعي وهي المرجع الوطني في كل ما يتعلق من تنظيم وتطوير التعامل بهما، وهي صاحبة الاختصاص في كل ما يتعلق بالتشغيل والأبحاث والابتكار في قطاع البيانات والذكاء الاصطناعي. إذ تعمل « سدايا» على دفع عجلة التقدم في هذا المجال، مما ساهم في تصدر المملكة المؤشرات العالمية المتعلقة بالبيانات والذكاء الاصطناعي، فالذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية، بل هو جزء من استراتيجية واسعة النطاق تهدف إلى إعادة صياغة النموذج الاقتصادي والاجتماعي للمملكة لذا يُعد الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من 70 % من مستهدفات رؤية المملكة 2030، مما يعكس الدور الاستراتيجي الذي تلعبه تقنيات المعلومات في تحقيق تطلعات التنمية الوطنية. تسعى سدايا إلى تعزيز مكانة المملكة كدولة رائدة في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي، كما أنها لا تقتصر فقط على تعزيز الكفاءة في الأداء الحكومي والخاص، بل يمتد لتحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين على حد سواء، ومما لا شك فيه أن تحليل البيانات الكبيرة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، يمكّن من تطوير خدمات متقدمة تلبي احتياجات المستخدمين بكفاءة وفعالية. كما تلعب سدايا دورًا حيويًا في دعم المبادرات الوطنية للتحول الرقمي، فيشمل هذا الدعم تطوير البنية التحتية التقنية والشبكات، وكذلك جهودها المتجهة نحو إيجاد بيئة محفزة للابتكار والإبداع، مما يسهل على المملكة الانتقال السلس نحو اقتصاد قائم على المعرفة. لذا تتبنى سدايا مهمة تعزيز القدرات البشرية من خلال برامج التدريب والتطوير المهني في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي وتطوير الكوادر الوطنية المؤهلة للعمل في هذا القطاع الحيوي، عبر الشراكات الأكاديمية التي تسهم في تحقيق نقلة نوعية في المهارات التقنية للشباب السعودي، إن هذه الخطوة تضمن بناء جيل جديد قادر على التعامل مع التحديات المستقبلية و يعزز مكانة المملكة كمركز عالمي للابتكار والذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، تؤدي سدايا دوراً محورياً في تحقيق التكامل بين القطاعات الحكومية والخاصة لضمان استغلال البيانات والذكاء الاصطناعي في دفع التنمية الاقتصادية، من أجل ذلك تأمل المملكة في تعزيز قدراتها التنافسية على الساحة العالمية وتحقيق تقدم مستدام ينعكس إيجابيًا على جميع جوانب الحياة في المملكة، عبر استراتيجية تطور البنية التحتية الرقمية وتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي، مما يتيح تحسين العمليات والخدمات الحكومية وتعزيز القطاعات الاقتصادية المختلفة. تُظهر الجهود المستمرة ل «سدايا» في دعم التحول الرقمي الطموح الكبير الذي تحمله المملكة العربية السعودية نحو استشراف مستقبل تقني متقدم، بما يتماشى مع الأهداف الطموحة لرؤية 2030. إن تحقيق هذه الأهداف يتطلب تعاونًا وثيقًا بين مختلف الوزارات والقطاعات الخاصة، حيث تلعب سدايا دور الوسيط التقني الذي يجمع بين هذه الجهات، لذا تُعنى سدايا بتنظيم وإدارة البيانات الضخمة وتحليلها بطرق تعزز من صنع القرارات الاستراتيجية وتفعيل السياسات العامة التي تستند إلى بيانات دقيقة ومحللة بعمق، بهذه الإجراءات تؤكد المملكة العربية السعودية على سعيها لاستغلال القدرات الكاملة للتقنية الحديثة لتحسين مستوى معيشة مواطنيها وتعزيز الاقتصاد الوطني. أخيراً إن هذا الدور الذي تلعبه سدايا في هذه المسيرة ليس فقط تقنيًا بل هو تحول استراتيجي يضع المملكة على خريطة الريادة العالمية في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي، مما يسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 ويعكس الطموح الكبير للمملكة نحو مستقبل مشرق ومستدام.