بحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان الحاجة لإنهاء الحرب في السودان، وفق ما أفادت الخارجية الأميركية. وقال المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر في بيان إن الجانبين «ناقشا الحاجة الملحة لإنهاء النزاع في السودان بشكل عاجل وتمكين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وعبر خطوط القتال، لتخفيف معاناة الشعب السوداني». وأضاف ميلر أن بلينكن ناقش أيضا في المحادثة الهاتفية التي استمرت قرابة 30 دقيقة «استئناف المفاوضات في منبر جدة والحاجة إلى حماية المدنيين وخفض الأعمال العدائية في الفاشر بولاية شمال دارفور». وفي منتصف أبريل، أعلنت الولاياتالمتحدة أن السعودية ستستضيف في مدينة جدة محادثات سلام بشأن الحرب في السودان خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، لكن لم يتم تحديد موعد حتى الآن. من جهة أخرى أعلنت منظمة أطباء بلا حدود في بيان ارتفاع حصيلة القتلى إلى 134 شخصا بالفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وذلك منذ بدء القتال في المدينة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل أكثر من أسبوعين. وكتبت المنظمة غير الحكومية عبر منصة إكس «عالجنا في مستشفى الجنوب (في الفاشر) بالتعاون مع وزارة الصحة 979 مصابًا حتى الآن منذ بدء القتال قبل أكثر من أسبوعين، وبلغ عدد الوفيات 134 شخصًا». وكانت المنظمة أحصت الأسبوع الماضي مقتل 85 شخصا منذ اندلاع المعارك في الفاشر. ومن المرجح أن تكون حصيلة القتلى أعلى بكثير ولكن يصعب التأكد في ظل انقطاع خدمات الاتصالات وصعوبة إيصال مواد الإغاثة والمساعدات. وتستمر المعارك العنيفة في مدينة الفاشر على الرغم من دعوات أممية متكررة للطرفين المتحاربين إلى تجنيبها القتال. وتعتبر الفاشر مركزا رئيسا للمساعدات في الإقليم الواقع في غرب السودان والذي يعيش فيه ربع سكان البلاد البالغ عددهم 48 مليون نسمة. وهي الحاضرة الدارفورية الوحيدة بين عواصم ولايات الإقليم السوداني الغربي التي لا تسيطر عليها قوات الدعم السريع. والسبت قُتل أحد أعضاء المنظمة في الفاشر، بحسب ما أفادت، «عندما طال القصف منزله الواقع بالقرب من سوق المدينة الرئيس». وأضافت أطباء بلا حدود «خسر الكثير من موظفينا أفرادا من عائلاتهم أو منازلهم خلال القصف أيضا». ولا ينحصر استهداف عاملي منظمات الإغاثة في الولايات التي يشتد فيها القتال بين الجانبين، فقد أعلنت منظمة الصليب الأحمر الجمعة مقتل أحد المتطوعين ضمن جمعية الهلال الأحمر السوداني بالرصاص في ولاية شمال كردفان. واندلعت المعارك في السودان في 15 أبريل من العام الماضي بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، بما في ذلك ما يصل إلى 15 ألفا في مدينة واحدة في إقليم دارفور بغرب البلاد، وفق الأممالمتحدة. وأجبر القتال نحو تسعة ملايين شخص على النزوح. وبحلول نهاية أبريل نزح إلى ولاية شمال دارفور وحدها أكثر من نصف مليون شخص جديد، وفقا لبيانات الأممالمتحدة. كما تسببت الحرب بإغلاق أكثر من 70 في المئة من المرافق الطبية في البلاد ووضعت ما تبقى من مرافق تحت ضغوط كبرى. ويواجه 1,7 مليون سوداني في دارفور خطر المجاعة.