في نهج طموح، وخطوة تاريخية تعكس التزامها المستمر في التطوير والابتكار والتزوّد بكل ما يعزز ريادتها وتميّزها؛ تشهد كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة، مرحلة تحول إلى جامعةً للدفاع الوطني؛ تحقيقاً لمستهدفات تطوير وزارة الدفاع وفق النموذج التشغيلي المعتمد، واستكمالاً لرحلة التحول الواسعة للوزارة. وفي إطار دعم هذا التحول؛ تم إطلاق خمس مبادرات رئيسية بمنهجية علمية متوافقة مع متطلبات وزارة الدفاع، بُدئت بمرحلة تهيئة البيئة للتحول داخل الكلية، تلاها مرحلة تحليل الوضع الراهن وإجراء المقارنات المعيارية ودراسة أفضل النماذج الدولية، مروراً بمرحلة التصميم النهائي للجامعة بنموذج يحقق مستهدفات وزارة الدفاع، وصولًا إلى المرحلة الأخيرة المتمثلة في التحضير لتشغيل الجامعة. وأنجزت كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة المبادرات تمهيدًا لإعلان مسماها الجديد «جامعة الدفاع الوطني» خلال الفترة المقبلة، برؤية ترتكز على أن تصبح بحلول عام 2030 جامعةً رائدةً ومتميزةً إقليمياً في إعداد وتأهيل القادة العسكريين والمدنيين في مجال الدفاع والأمن الوطني، وذلك من خلال تقديم برامج تعليمية، وتدريبية فعّالة ومبتكرة لتعزيز مصالح المملكة. وتُعد الكلية أعلى صرح أكاديمي عسكري في وزارة الدفاع، حيث تأسست بمسمى (معهد الضباط العظام) في عام 1378ه/ 1958م، لتأهيل وتعليم ضباط الجيش العربي السعودي على واجبات ومسؤوليات القيادة والأركان، قبل تغيير اسمه في عام 1383ه إلى (معهد الضباط الأقدمين). ونظرًا لاتساع تشكيلات القوات المسلحة ظهرت الحاجة إلى ضباط مؤهلين ذوي كفاءة علمية، وقدرة عسكرية قيادية وتخطيطية عالية، صدر مرسوم ملكي في عام 1388ه بالموافقة على تحويل (معهد الضباط الأقدمين) إلى (كلية القيادة والأركان السعودية) واعتماد نظام لها. وتحت رعاية الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- تخرجت الدورة الأولى في نهاية عام 1388ه، ومن ذلك الحين شهدت الكلية تجديدًا وتطويرًا، ومراجعةً لخططها التعليمية لتكون ذات رؤية مستقبلية متجددة، تحقق الأهداف الرئيسية للتعليم العالي العسكري الاحترافي، وعلى رأسها تخريج قادة عسكريين أكفاء علميًا وعمليًا. وفي عام 1405ه، جرى تغيير مسمى (كلية القيادة والأركان السعودية) إلى (كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة)، ونقل مقرها من وسط مدينة الرياض إلى بلدة العيينة، حيث شهدت منشآتها تطويرًا لتصبح مجمعًا ثقافيًا علميًا بديعًا في التصميم المعماري، يتكون من (مبنى القيادة، ومبنى التعليم، ومراكز لتمارين الحرب، ومطبعة الكلية، وسكن الضباط والأفراد، ومباني ومنشآت لخدمات الدارسين ومنسوبي الكلية). واستمرارًا لرحلة التطوير والتحديث، شهد عام 1430ه، تطورًا آخر في الكلية باستحداث (جناح الحرب) لتأهيل الضباط إستراتيجياً وعملياتياً. وإيمانًا بأهمية مراكز البحوث في إنتاج المعرفة والبحوث والدراسات الإستراتيجية، تم افتتاح وتفعيل مركز الدراسات الإستراتيجية للقوات المسلحة في عام 1436ه، ليكون تحت مظلة الكلية. وقدمت الكلية خلال أكثر من 67 عامًا فكرًا عسكريًا رائدًا تحت شعار «علم، فكر، تخطيط»، حيث تنهض بأدوار عديدة منها (تعليم وتدريب نخبة من ضباط القوات المسلحة، وضباط من القطاعات العسكرية والأمنية الأخرى، وضباط من الدول الشقيقة والصديقة)، وتزويدهم بالمعارف والعلوم العسكرية في مجالات القيادة والتخطيط. وتنفذ كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة برامج أكاديمية، ودورات ودبلومات، تلبي احتياجات منظومة الأمن الوطني، وتسهم بفاعلية في تحقيق الأهداف الإستراتيجية لوزارة الدفاع، لضمان كفاءة عالية للقوات المسلحة، وللمشاركين من الجهات في منظومة الأمن الوطني، ومنها (برنامج ماجستير الدراسات الإستراتيجية، وماجستير العلوم العسكرية)، فيما تقدم دورة التخطيط للعمليات المشتركة، وعددًا من الدبلومات من أبرزها دبلوم الأمن الوطني، ودبلوم القيادة الإستراتيجية، ودبلوم الإعلام العسكري، ودبلوم القانون الدولي الإنساني.