تمثل مدينة الرياض نموذجًا فريدًا في مجال التطور الحضري والنمو العمراني تلك المدينة سجلت قفزة حضارية خلال نصف قرن من الزمان، في إنجاز حضاري وعمراني غير مسبوق فيما هو متعارف عليه في نشأة المدن. وكان لباني النهضة الحديثة وقائد مسيرة الوطن المعاصر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بحكمه فائقة ورؤى ممنهجة حينما كان أميراً لمنطقة الرياض لمدة تزيد على خمسة عقود، وحتى يومنا الحاضر، قصة إنجازات تحكي مسيرة تطوير لمدينة الرياض، حيث شهدت العاصمة في عهده نهضة تنموية تطويرية شاملة في كافة جوانبها وإنجازات عملاقة في مختلف القطاعات. فقد قاد الملك سلمان -أيده الله- التحول الذي طرأ على الرياض، حيث تحولت من بلدة صغيرة تحيطها الأسوار إلى مدينة عصرية تضاهي أرقى العواصم العالمية وذات تأثير وثقل سياسي واقتصادي على المستوى الإقليمي والدولي. كانت مدينة الرياض محاطة بسور به أبراج حراسة، وبه بوابات تؤدي إلى الخارج، وإلى البساتين التي كانتْ تحيط بالمدينة. وفي العاصمة الرياض تم تشييد مباني الوزارات في الجزء الشمالي من المدينة على طريق الملك عبدالعزيز، وقد حدث نموٌّ كبير خارج المنطقة المركزية، وأُنشئتْ بعض الأحياء السكنية التي خططت على نظام أحدث، حيث راعى المخططون أن تكونَ الشوارع عريضة، لاستيعاب حركة السيارات، كذلك عدل في هذه الأحياء نمط البناء التقليدي؛ حيث شيدت المنازل الحديثة المبنيَّة من الخرسانة المسلحة، والطوب الإسمنتي، أو الفخاري مع وجود ارتدادات تسمح بإقامة حديقة تحيط بالمنزل، وفي هذه المرحلة وصلت مساحة المدينة إلى حوالي خمسة وأربعين كيلو مترًا مربعًا. وفي نهاية الثمانينات وحتى منتصف التسعينات الهجرية ونتيجة طبيعية للنمو العمراني المتزايد للمدينة ونظرًا للتوسُّع الذي شهدته المدينة تم وضْع مخطط عام يتم بموجبه توجيه النموُّ العمراني للمدينة. ومنذ نهاية التسعينات الهجرية شهدتْ مدينة الرياض توسُّعًا كبيرًا حيث تطور أسلوب البناء، واستبدلتْ مواد البناء القديمة المتمثِّلة في الطين بمواد خرسانية، واستعيض عن الأسقف الخشبية بأسقف من الخرسانة المسلحة، وهذا التغيُّر في أسلوب البناء والعدد الكثير من المباني استدعى وضع أنظمة للبناء، كما تطوَّرَت العمارةُ من ناحية التصاميم ومواد البناء، وأصبحتْ تُضاهي عواصم العالَم المتقدِّم مع الحفاظ على لمسات الطابع العمراني التقليدي. وخلال فترة التطوير نُفِّذَت في مدينة الرياض مشروعات عملاقة مثل: حي السفارات، وجامعة الملك سعود، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومطار الملك خالد الدولي، إضافة إلى مشاريع عمرانية متميزة مثل: برج مؤسسة الملك فيصل الخيرية، وبرج المملكة كذلك فإنَّ شرايين الحياة في مدينة الرياض -هي الطرُق والشوارع- قد تطورتْ بشكل كبير، وبلغت في تميُّزها وحسن تخطيطها درجة تُضاهي مثيلاتها في كبريات مدُن العالم المتقدِّم. وباتت الرياض اليوم عاصمة ومركز قرار سياسي، وإداري، واقتصادي على المستوى الوطني، والإقليمي، والعالمي. ونظراً لأهمية مدينة الرياض والتوسع العمراني فيها، شملت رؤية السعودية 2030 تطوير مدينة الرياض لتصبح وجهة رئيسة للاستثمار العالمي والسكاني ولجعل الرياض من أكبر المدن الاقتصادية في العالم وفي هذا الإطار تشهد مدينة الرياض حالياً تنفيذ عدد من المشروعات التطويرية العملاقة وعلى سبيل المثال مشروع المكعب وتطوير المباني التجارية والاقتصادية مثل مركز الملك عبدالله المالي. ومشروع الرياض الخضراء وإنشاء الحدائق بالرياض مثل حديقة الملك سلمان في وسط المدينة والتي تعتبر أكبر الحدائق بالعالم بالإضافة إلى ذلك تم إنشاء عدد من المناطق التجارية والمشاريع الترفيهية لتوفير بيئة معيشية وترفيهية مناسبة للسكان. ولمواكبة التوسع العمراني ورؤية المملكة العربية السعودية 2030، يعتبر التخطيط العمراني لمدينة الرياض من أهم العناصر ويشمل ذلك التجمعات السكانية والطرق والمباني التجارية والحدائق العامة والتجمعات السكانية واحتوائها على جميع الخدمات الأساسية والترفيهية والصحية. إضافة إلى خطط توسعية كبرى في المجال العمراني مشتملاً على الخدمات الأساسية والصحية والترفيهية والرياضية للسكان. إعداد - أحمد الشمالي