للجار أهمية كبيرة عند المسلمين عامة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُؤْذِ جاره، وفي روايةٍ أخرى: فليُحْسِنْ إلى جاره، وفي الرواية الثالثة: فليُكْرِم جاره، فالواجب إكرام الجار، والإحسان إليه، وكفّ الأذى عنه. وهكذا الضيف: مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكْرِم ضيفه. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيضاً للجار عند العرب أهمية كبيرة وقد كتب العديد من الشعراء في حق الجار وأهميته ومكانته الكبيرة، يقول أسطورة الكرم حاتم الطائي: إن كان لي شيئان يا أم مالك فإن لجاري منهما ما تخيرا وفي واحد إن لم يكن غير واحد أراه له أهلاً إذا كان مقترا ويقول أحد كبار الشعر الجاهلي عروة بن الورد موضحاً عن مقاسمته لزاده مع جيرانه: قد حان قدح عيال الحي إذا شبعوا وآخر لذوي الجيران ممنوح وأيضاً قد قال أحد كبار شعراء الجاهلية عبيد بن الأبرص مادحاً قومه في إكرامهم لجارهم وعانيهم: أيام قومي خير قوم سوُقةٍ لمعصبٍ ولبائسٍ العاني ولنعم أيسار الجزور إذا زهت ريح الشتاء ومألف الجيرانٍ وفي الشعر النبطي يقول الشاعر الكبير عمير بن راشد بن عفيشه رحمه الله: نعطي جارنا وافي حقوقه ونلقى خاطر الله بالبشاره بقولة مرحباً ياخاطر الله بطارف ربعةٍ فيها المناره وتقليطٍ على فرش الكرامه وبن مسكّرٍ نصفه بهاره وقال أيضاً: بحسن التواضع له نباري خاطره وندّي له الواجب بحّد اقتدارنا ويقول: قصيرنا ماحن لبيته رواويد لا غاب عنه لين حتى يعيده ولا نختبي دونه بالأشياء المزاهيد وايديننا في غالي الزاد بيده وإن مَر كلبه مارميناه بالحيد لَو كان ما نَرجي ورا الكَلب صيده ويقول الشاعر الكبير سليمان الشريم رحمه الله : وادمح خطا جيران بيتك الى اوذوك ترى القصير وحرمة الجار بحماك ويقول إيضاً الشاعر الكبير رميح الخمشي رحمه الله: قصيرنا ماحشمته عندنا يوم يزود مع زايد سنينه وقاره تأتي هذه الأبيات دليلا واضحا على أهمية الجار والصفة الحميدة الذي تحث على تقدير الجار والالتزام في حقوقه وتصب هذه الصفات في مصلحة المجتمع، مما يعزز الألفة والتقدير فيما بين جميع أفراد المجتمع.