لم تمر سريعا تلك اللحظات التي قضاها المدرب البرتغالي فرناندو بينهييرو دي جيسوس قبل صعود الطائرة متجها للنمسا لتولي تدريب الهلال للمرة الثانية في تاريخه، حيث يعسكر نادي الهلال هناك، وراح يتذكر صفحات تجربته الأولى مع الهلال في 2019، وما قدمه من مستويات أبهرت الجميع، من صدارة للدوري في الدور الأول بفارق نقطي عن أقرب منافسيه يبلغ ال 9 نقاط، وعروض فنية رائعة قدمتها كتيبته محليا أو في آسيا. استرجع ما كتبته الصحافة السعودية والأجنبية حول رحيله، وتلك التصريحات التي عزت رحيله إلى أمور فنية كثيرة منها التقليل من دور اللاعب الاحتياطي، والاعتماد على اللاعبين الأساسيين، رغم عدم وجود بدلاء لهم، وتذكر المقولة التي وصفته ب (الشخبطة) على الجدران في غرفة الملابس، كما تذكر ما آل إليه فريقه بعد رحيله من خسارة للدوري والكأس. ومما تذكره أيضا حب الهلاليين له سواء من اللاعبين أو الجماهير، وظهر ذلك جليا عندما التقى الهلال بفريق فلامينقو البرازيلي في بطولة كأس العالم. وقف متجها لصعود الطائرة واضعا كل تلك الذكريات جانبا، ولديه هدف واحد وهو استكمال ما بدأه مع الهلال 2019. جورجي جيسوس والذي بدأ مسيرته كلاعب عام 1969 مع سبورتينغ لشبونة وكان يلعب كلاعب وسط واعتزل اللعب عام 1989. وبعد الاعتزال بدأ مسيرته كمدرب عام 1990، لم يكن مدربا عاديا، حيث حقق عشرات البطولات منها: الدوري البرتغالي لثلاثة مواسم، وكأس البرتغال، والسوبر البرتغالي لعامين، وكأس الدوري البرتغالي لستة أعوام مع (بنفيكا ولشبونة)، والدوري البرازيلي وكأس السوبر البرازيلي مع (فلامنقو)، وكأس تركيا مع (فنربخشة) وكأس السوبر السعودي مع (الهلال)، ووصيف كأس العالم، وغيرها من الألقاب التي لا مجال لذكرها. عندما وصل لمعسكر الهلال في النمسا والتقى باللاعبين وسط عناق وترحاب يتذكره جيدا، عندها قرر جيسوس ألا يترك شاردة ولا واردة من البطولات والمنافسات إلا وقد ضمها لحصن الهلال، قرر أن يكون موسم 2023 -2024 عام الحصاد والغضب والانتقام والأرقام، فماذا حدث؟ بدأ موسمه بالوصول إلى نهائي كأس الملك سلمان للبطولة العربية الودية، وحصل على بطولة كأس السوبر، وكان آخر الفرق التي خرجت من كأس آسيا أمام (العين) بمجموع المبارتين التي فاز في أحدها، وحصل فريقه على الدوري للمرة ال 19 في تاريخه، وتأهل لنهائي كأس الملك والذي سيلعب آخر هذا الشهر، واستطاع الوصول لموسوعة غينيس للأرقام القياسية حين وصل للفوز ال 44 على التوالي، وتوّج بالدوري بلا هزيمة حتى الآن وقبل ثلاث جولات على نهاية الدوري. أي عقاب هذا يا خيسوس؟ وأي انتقام وأي (شخبطة) على فرق الدوري ذهابا وإيابا؟ لسان حاله بعد كل هذا يقول: عدت لأنتقم! نعم أنتقم ممكن شكك في إمكانياته وخططه، ليثبت أنه رجل الريمونتادا ورجل الشوط الثاني ورجل التحولات، أصبح الكل يستمتع بمشاهدة فريقه وهو يجندل الخصوم، ويضرب بالثلاثة والأربعة والخمسة والتسعة، صنع لاعبين لا يعرفون اليأس ولا الانهزام، يأكلون الأخضر واليابس، هذا ما صنعه خيسوس. ومع هذا كله فإنك تراه حازما مخيفا تارة، وحنونا رقيقا تارة، لا يهدأ إلا بعد الخروج المباراة، متقدما أو متأخرا لا يهدأ، لذلك كانت هذه الأرقام والإنجازات. سعود الضحوك - الخرج