بعد أن فتح المجال للمرأة السعودية بالمشاركة في عدة مجالات، التي استطاعت من خلالها بناء اسمها وإبرازه بشكل لافت ومميز، سواء في مجالات العلم والتعليم، والمجالات السياسية، والمجالات الاقتصادية، وغيرها من المجالات الواسعة، حيث أثبتت المرأة السعودية بجدارتها وطموحها أنها تمتلك شخصية قيادية ومتمكنة يستطيع الاعتماد عليها في كافة المجالات. لا شك أن دخول المرأة في مجال معين يساعد في الحصول على نتائج دقيقة ويحقق نجاحات أكبر، ويعود هذا الأمر على المرأة بأن تكون فعالة في مجتمعها وبيئتها التي تساعدها في تحقيق ما تسعى إليه. وعي ناجح من خلال الوعي الذي توصل إليه المجتمع اليوم تعيش المرأة حياتها بصحة مثالية، وبوعي أكبر، حيث لا يغفل المجتمع عن أهم ما يمكن أن تقدم الرياضة على الجنسين من فوائد عقلية وبدنية، وبشكل خاص من أهم فوائد الرياضة للنساء هوالحفاظ على لياقتها، التوازن والمرونة، كما أن للرياضة أثر في تقليل مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، وتحسين صحة القلب. ومن خلال نجاحاتها أدرك المجتمع أن المرأة عضوفعال ومهم في شتى المجالات، حتى في المجال الرياضي، الذي أصبح اسم المرأة السعودية اليوم فيه من أهم الأسماء وبأصداء عالمية. بدايات عظيمة في بضع سنوات وتحديدا منذ بدء رسم ملامح رؤية 2030، استطاعت المرأة السعودية إثبات موهبتها في المجال الرياضي، كما تم تمكينها في المناصب القيادية، ومن خلال ذلك تم ضم اسم المرأة السعودية ضمن الأبطال الذين صنعوا التاريخ في البطولات المحلية والإقليمية والدولية والعالمية. وأصبح للسيدات السعوديات بصمة وأثر ناجح على الصعيد الرياضي. وفي الحديث عن البدايات في الواقع الرياضي النسائي الذي يعود لمطلع عام 2003م، حيث بدأ فيه تأسيس الفرق النسائية في الرياضات المختلفة، وكان من أبرزها كرة القدم وكرة السلة وكرة الطائرة، وتأسست في عام 2006 أكاديمية رياضية نسائية في السعودية، وفي عام 2011 الذي كان فيه التوسع والمساهمة لدخول المرأة في المجال الرياضي، إذ تم السماح بوجود حضور نسائي في مدرجات حلبة الريم الدولية، ومن ثم وجودهن في مدرجات بطولة آسيا لكرة اليد للرجال، وبعد ذلك تم تخصيص 15 ٪ من مدرجات الملاعب لهن. كما تم إصدار العديد من القرارات التي تسمح للمرأة السعودية بتأسيس الأندية النسائية، وانضمامها للفرق الرياضية النسائية. حيث تسهم هذه القرارات إلى الحد من البطالة النسائية وتوفير آلاف الوظائف في المراكز والأندية الرياضية. وذلك بعد أن وصل معدل البطالة بين النساء إلى أكثر من 34 ٪ خلال السنوات الماضية، ويتوافق هذا القرار مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتسهم أيضا في رفع معدل ممارسة الرياضة في المجتمع ليصل إلى مليون رياضي سعودي، بنسبة 40 ٪ خلال ال15 عاما المقبلة بدلا من 13 ٪ حاليا، وتدشين 450 نادي هواة مسجل، يقدم أنشطة ثقافية متنوعة وفعاليات ترفيهية، وفق منهجية منظمة وعمل احترافي. بصمة واضحة برزت الأسماء النسائية "السعودية" في العديد من المجالات الرياضية وبشتى أنواعها، كرة القدم وكرة السلة والسباحة والتايكوندو ومسابقات الجري والعدو السريع، وغيرها الكثير، بمشاركات محلية ودولية في البطولات الرياضية. وفي ليلة 20 فبراير لعام 2022، الذي تم فيها تحقيق بداية تاريخية مميزة لمنتخب كرة القدم السعودي للسيدات، وذلك عند تغلبه على منتخب سيشل في المباراة التي أقيمت في الملعب الوطني بعاصمة دولة المالديف، إذ صنعت سيدات الكرة السعودية التاريخ والمجد، كما أصبح هناك تطور ملحوظ في النوادي الرياضية النسائية، إذ قامت بعض النوادي بإضافة ووضع ملعب كرة سلة وكرة تنس وكرة طائرة وكرة قدم للمتدربات، وتم إنشاء أكاديميات مختصة بتدريب النساء والفتيات الشابات، وأيضا النواعم الصغيرات في السن، ليتأهلن إلى الاحترافية في الرياضة بشتى مجالاتها. كذلك دوري المدارس لكرة القدم للبنات ساهم في إظهار مواهب الفتيات في كرة القدم على وجه الخصوص، واستطعن تحقيق المزيد والمزيد من الإنجازات في ألعاب القوى والكاراتيه والملاكمة. كما استضافت المنطقة الغربية، تحديداً مدينة جدة عروس البحر الأحمر، بطولة اتحاد غرب آسيا الثالثة لكرة الاتصالات للسيدات. وفي رياضة الفروسية، حيث شهدت في عام 2017 أول مسابقة فروسية نسائية جرت في مضمار جامعة الأميرة نورة في الرياض، بمشاركة كبيرة وموسعة شملت 70 فارسة، ومن أشهر الفارسات (دلما ملحس) التي اختيرت للتنافس في الألعاب الأولمبية الصيفية 2012 في لندن. وأيضا رياضة البولينغ، حيث اهتم الاتحاد السعودي للبولينغ بتنظيم بطولات دورية في 3 مدن سعودية: الرياض، الخبر، وجدة. وشاركت 6 سعوديات للمرة الأولى في تاريخ رياضة البولينج في بطولة العالم للسيدات 2019 في لاس فيغاس. وفي مجال رياضة سباق السيارات، الذي أصبحت الحلبات المحلية والدولية مكان تتنافس به المرأة السعودية للحصول على مراكز وألقاب، حيث تعد ريما الجفالي أول سعودية تنال رخصة قيادة لسباقات السيارات، وقد توجت بالمركز الثاني في بطولة كأس تي ار دي 86 في أبوظبي 2018، وذلك عن الفئة الفضية والمركز الرابع في الترتيب العام، إضافة إلى مشاركتها في سباق تحدي ام ار اف للسيارات في الهند وبطولة الفورمولا 4 في إنجلترا. استنادا إلى ما سبق، وبعد أن فتح المجال للمرأة السعودية بأن تبدع في شتى المجالات، حيث تضم المملكة العربية السعودية نخبة من السيدات الرائدات في مجالات مختلفة وبارزة في جميع الصعد، وعلى الصعيد الرياضي تحديدا.