تستخدم الرموز التي تحمل الدلالات وتعبر عن المعاني في تفسير الحلم، وتدفع بنا إلى التفكير وبذل جهد لتفسيرها، لذلك اهتم أنا في هذا الحلم الذي راودني في نومي ببناء شبكة رموزه، فهو يعبر عن حلم أمة. وفي بداية الحلم رأيت نفسي مخطوفة ومستدرجة بطريقة غير مباشرة وذكية في المحتل اليهودي، وأصبحت رهينة وأسيرة لهم، من غير أي ترتيب أو تفكير مسبق! وتواصلت تفاصيل الحلم المزعج، حيث لحقتُ بصديقتي أبحث عنها وألاحقها، فدخلتُ منزلاً وخرجتُ منه وعدتُ مرة أخرى وهي مازالت مختفية! وبالوقت نفسه فقدت بعض الأشياء وغفلت عنها دون أن أشعر! وفجأة تظهر صديقتي وهي مبتسمة (ابتسامة لا تفسر) وتقول أنا بخير. بعد ذلك، ظهر رجل غريب، وجهه مبتسم، بطريقة خبيثة وأنا مازلت في غفلة لا أعي ماذا يجري! وعندما طلبت العودة إلى المنزل ولأخذ هاتفي المنسي! فإذا بصديقتي تعطيني هاتفاً جديداً تماماً وهي منحنية الرأس وعلى وجهها ابتسامة صفراء تقول لي هذا فقط! ثم بدأتُ بالبكاء والتفكير وشعرت بأني انتهيت وانقطعت تماماً عن أهلي. ثم إذا بي أطل من على الشرفة واقفة مع صديقتي، وأرى رجلاً مرسلاً معه ظرف وعلى رأسه قبعة اليهود! وهنا استدركت ما حدث وما سيحدث! وبدأت بالتفكير كيف لي أن أغادر وأهرب وما سيحدث لي وللأهلي.. بعد ذلك، استيقظتُ من النوم فجأة وقلت الحمد الله أن هذا كان حلماً وليس حقيقة.. وقصصت ما حدث لي في الحلم للأهل الذين تجاوبوا معي وأخذوا بمواساتي وهم يستقبلوني بالأحضان وكأني عائدة من سجون الاحتلال. بقيت كل اليوم متعبة من مجرد التفكير بما حدث في الحلم وكأنه فيلم تتم مشاهدته على الواقع، حيث عانيت من هذا الحلم المزعج، الذي زاد من شعوري وانتمائي لأهلي ولوطني وللوطن العربي الكبير، فكيف حال أخوتنا وأشقائنا الذين هم في قبضة سجون العدو، فالأسر موت بطيء. وقتها تيقنتُ أكثر وشعرت أكثر وأكثر بالأسرى الفلسطينيين ومعاناتهم بالسجون الإسرائيلية لسنوات وعمر، ومع هذا كله بقي بل زاد إيمانهم وثباتهم ويقينهم بالله سبحانه وتعالى وقوة انتمائهم للوطن.. "ألا إن نصر الله قريب".