المهاجم الذي كان يجندل الخصوم، ويترجم جهود زملائه عندما يتمركز ويسجل الأهداف، أصبح الآن مدرباً رائعاً يمتاز بمخزون تكتيكي عالي الطراز، والدليل أنه أحرج ممثلينا الفيحاء والنصر والهلال ووصل بناديه العين الإماراتي إلى نهائي البطولة الآسيوية. هرنان كريسبو المدرب الأرجنتيني الذي كانت له البصمة في مباراتي الهلال وقبلها النصر وقبلهم الفيحاء، في وضع التكتيك المناسب لكل فريق وعرف كيف تؤكل الكتف في جميع المباريات التي قابل فيها أنديتنا الوطنية. كيف لفريق صاحب مركز ثالث في الدوري الإماراتي أن يتفوق على فرق دوريه أصبحت محط أنظار العالم بعدد النجوم العالمية المتواجدة فيه، وهذا لا مانع أن تكسب من هو أقوى منك شرطاً إذا لعبت بعقلانية وواقعية. هذا ما فعله كريسبو ولاعبوه الذين حفظوا الدرس الذي أسقاهم إياه في غرف الاجتماعات المغلقة، وبعدها بدأ في تطبيق التحفيز ورسم التكتيك المناسب في الملعب، وهذا ما رأيناه حرفياً في أثناء المباريات المهمة. في كرة القدم ليست القوة وحدها هي من تكسبك المباريات، بل الذكاء أهم من القوة في أي لعبة كانت، لأنك بتفكيرك السليم وخططك الرائعة قد توصلك إلى نتائج مفرحة كما فعل كريسبو ونجومه عندما وصلوا إلى النهائي الآسيوي على حساب أبرز نجوم الدوري السعودي. الهلال هذا الموسم واصل سلسلة الانتصارات لمدة أربع وثلاثين مباراة كرقم قياسي سُجل في موسوعة غينيس، ولم يستطع إيقاف هذه السلسلة إلا كريسبو ولاعبوه بتكتيك لم نشاهده طوال الجولات في دوري روشن السعودي، الذي بدا أنه يفتقد لمدربين يجيدون قراءة المباريات، وبطولة آسيا كشفت ضعف مدربي دورينا بشكلٍ جلي وواضح. لنكن منصفين أن خورخي خيسوس مدرب الهلال يعتبر أفضل مدربي الدوري على الإطلاق في الموسم، وحالياً هو يغرد وحيداً في التميز، ولكن لا بد للأندية الأخرى ومن الموسم المقبل أن يفكروا في جودة المدربين قبل اختيار اللاعبين المميزين، وهذا ما يشكل الفارق مع منظومة إذا وجدت العمل الاحترافي المتكامل سنجد فرقا قوية تناسب طموحهم الذي يريدون من خلاله اعتلاء القمة، والوصول لمنصات التتويج. وليس عيباً أن نتعلم من الذين يقلون عنا في المستوى، فربما يوجد لديهم شيء نحن نفتقده كما هم يفتقدون ما لدينا، وكرة القدم دروسها كثيرة وعلينا الاستفادة منها. حسين البراهيم - الدمام