للوقت قيمة عليا في حياة الناس، وكثيرا ما يتم خذلان أو رفض ما هو متأمل بسبب التوقيت فقط، فمجمل الطلبات في المجتمعات المهنية على سبيل المثال والتي تأتي خارج أوقات العمل بالغالب تكون شرارة مشكلة؛ وغالبا ما يتم رفضها أو عدم تجويدها، والخطأ هذا للأسف مشاهد ويتكرر ويتشارك به عدة جهات، بل كثيراً ما تسمع من الموظفين مشكلاتهم بسبب وصول البعض لأرقامهم الشخصية وفي إجازاتهم الرسمية وكيف يتسبب هذا في احتراق نفسي للموظف، وأيضا قد يكون كارثة في حال أن يكون الطلب من صاحب مصلحة أو حاجة كتواصل الطلبة العشوائي في الإجازات مع الأساتذة مما يجعل البعض يتخذ مواقف صارمة تجاههم. هذه مشاهدات عامة تخضع بلا شك حتى اللحظة لقدرة تحكم الآخر بردات فعله وصبره، ولكنّ أجد أنها مخاطرة أن تختبر صبر الحليم وأن تتبسط مع القامات والكبار والمتميزين فتجد أنك في ورطة لا تحسد عليها. نحن نهتم منذ وقت مبكر بتهذيب الأطفال وتعليمهم أدب التواصل، وفجأة ومع العمر لا تدري متى يفقد الإنسان بوصلته ويبدأ بممارسات لا مهنية والقيام بسلوكيات سلبية قد تكون غير لفظية أو ظاهرة لكن التراكمات التي تسمعها من أهل العصر تجعلك تدرك أن هناك مشكلة تواصل حقيقية. ولنتفق أنه هناك عدد لا يحصى من الأفكار حول ما يعنيه أن تكون (غير محترف)، فالبعض يفسره على أنه "عدم القيام بالعمل بمهنية" والبعض يفسره بالتأخر بالردود والعدائية في الأجوبة والتحرش الظاهر والخفي، كذلك لفت نظري في تفسيرات الخبراء "مشاركة الآراء الشخصية" والتي نعبر عنها باللهجة العامية "ما أحد طلب رأيك". يقول الخبير كارمر: " لكي يظل الشخص محترفًا، يجب عليه دائمًا إخفاء مشاعره السلبية والتحكم في مشاعره الإيجابية حتى يكون مناسبًا ويلبي التوقعات"، قد تجد أن البعض يمارس بالفعل هذا السلوك سواء بشكل واعٍ أو غير واع، لكن أصحاب الضمير العاطل لا يهتمون بالفعل بفكرة المشاعر وكيف يمكن لسلوك مستهتر أن يدمر شعور موظف مجتهد، أما في الأوساط الأكاديمية، هناك "مقياس الاحتراف" الرئيس الذي وضعه هول (1967) والذي يمس المعتقدات الداخلية للمهنيين وليس سلوكياتهم الخارجية أو أسلوب التواصل بحسب دراسة ليلي تيلمان والتي قدمت نماذج مستفيضة في السلوكيات غير المهنية، كان مجتمع هذه الدراسة هو أي مقيم في الولاياتالمتحدة يزيد عمره على 20 عامًا، ويعمل 30 ساعة على الأقل أسبوعيًا في أحد المكاتب التجارية مثل أمازون وغيرها. كما تم تضمين سلوكيات الاتصال المهنية في النتائج لأن المشاركين لديهم أفكار أكثر اتساقًا حول معنى أن تكون محترفًا، ووجدت أن هناك اتفاقا مهما حول اللغة المناسبة والاحترام والأدب والاستماع والالتزام بالوقت وتقبل الملاحظات، كذلك أن يكون المشرف أو القائد ذا اتصال منفتح وواضح. وشددت الدراسة على أنه من المهم معرفة كيفية التواصل مع الجمهور وهي إحدى أهم المهارات التي يمكن أن يتمتع بها المحترف أو المهني. إعطاء الأولوية للتواصل في الاتجاهين والالتزام بالحقائق وليس القصص، مع ضرورة التأكد من أنك تتحدث إلى الشخص المناسب وفي الوقت المناسب. ولعل هذا المقال يجعل البعض يعيد حساباته في اتصالاته لزملائه ومحيطه، دمتم بخير.