أعلن حزب الله اللبناني أمس الاثنين إطلاق "عشرات" الصواريخ على قاعدة عسكرية إسرائيلية في الجولان السوري المحتلّ "رداً" على غارة إسرائيلية على منطقة البقاع في شرق لبنان. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن صباح الاثنين أن طائراته الحربية شنّت الليلة قبل الماضية "غارة استهدفت مجمعًا عسكريًا لحزب الله في منطقة السفري" في محافظة البقاع. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان أن القصف أدى لإصابة ثلاثة أشخاص بجروح. وقال حزب الله في بيان الاثنين: إن عناصره قصفوا "مقر قيادة فرقة الجولان (210) في قاعدة نفح بعشرات صواريخ الكاتيوشا" وذلك "رداً على اعتداء العدو الذي طال منطقة البقاع". وأوردت الوكالة الوطنية بأن "الطيران الحربي المعادي شن غارة حوالي الساعة الواحدة والنصف من فجر الأحد على معمل في بلدة السفري" القريبة من مدينة بعلبك. وأدى ذلك إلى "سقوط ثلاثة جرحى مدنيين وتدمير المبنى المستهدف". وتقع بلدة السفري على بعد نحو 80 كيلومتراً عن الحدود مع إسرائيل. وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته أن طائراته الحربية شنّت "خلال ساعات الليلة قبل الماضية غارة استهدفت مجمعاً عسكرياً لحزب الله في منطقة السفري في عمق لبنان". من جهة أخرى أفادت وسائل إعلام رسمية لبنانية أن غارة إسرائيلية على بلدة جنوبية أدت إلى مقتل أربعة أشخاص من عائلة واحدة، حيث أعلن حزب الله في وقت لاحق الرد على الغارة بقصف شمال إسرائيل بعشرات الصواريخ. واشتد القتال في الأسابيع الأخيرة، حيث صعد حزب الله هجماته على شمال إسرائيل، ونفذ الجيش الإسرائيلي غارات أعمق في الأراضي اللبنانية. وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية أن الغارة التي وقعت الأحد في ميس الجبل أسفرت عن مقتل "أربعة أشخاص من عائلة واحدة"، مشيرة إلى أن الغارة نفذتها طائرات إسرائيلية. وقالت إن القتلى هم رجل وامرأة وطفلاهما اللذان يبلغان 12 و21 عاما، مضيفة أن شخصين آخرين أصيبا. وأكد مصدر أمني لبناني طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول التحدث إلى وسائل الإعلام، مقتل "أربعة مدنيين" في الغارة. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان صدر في وقت لاحق الأحد، "هذا الصباح.. قصفت طائرات مقاتلة موقعا عسكريا في منطقة ميس الجبل"، دون تقديم مزيد من التفاصيل. وقالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسيف" في لبنان على وسائل التواصل الاجتماعي "فقد أربعة أفراد من أسرة واحدة حياتهم بشكل مأساوي في غارة جوية" في جنوب البلاد. وأضافت "ندعو بشكل عاجل إلى وقف فوري لإطلاق النار وحماية الأطفال والمدنيين، ويجب أن ينتهي هذا العنف الآن". وقال حزب الله في بيان إنه أطلق "عشرات صواريخ الكاتيوشا وفلق" على كريات شمونة في شمال إسرائيل "ردا على الجريمة التي ارتكبها العدو في ميس الجبل". وأضاف في وقت لاحق الأحد أضاف أنه عاد وأطلق المزيد من صواريخ الكاتيوشا عبر الحدود "في إطار الرد" على غارة ميس الجبل، متبنيا سلسلة من الهجمات على شمال اسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي في بيانه إنه "رصد إطلاق نحو 40 صاروخا من لبنان جرى اعتراض عدد منها". وأشار إلى أنه "لم يبلغ عن وقوع إصابات" وأن الجيش "قصف مصادر النيران". وأضاف أن "الطائرات المقاتلة قصفت منشآت عسكرية وبنى تحتية لحزب الله" في عدة مناطق بجنوبلبنان. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن شن إسرائيل غارات على مواقع مختلفة من الجنوب. وبذلت كل من الولاياتالمتحدة وفرنسا جهودا دبلوماسية لتهدئة التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ومنذ بدء التصعيد، قُتل في لبنان 390 شخصا على الأقلّ بينهم 255 عنصراً في حزب الله وأكثر من 70 مدنياً، وفق حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استناداً إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية. وتقول إسرائيل إن 11 جنديا وتسعة مدنيين قتلوا على أراضيها، ونزح عشرات الآلاف من الأشخاص على جانبي الحدود.