واصلت إسرائيل دون هوادة قصفها للبنان لليوم السادس على التوالي مع صدور إشارات متناقضة منها حول المدى الذي ستستغرقه هذه المذبحة، إذ بينما قال وزير حربها: إن إسرائيل لن تقبل أن يفرض عليها أحد جدولاً زمنياً بشأن الحرب فإن مسؤولاً عسكرياً فيها قال: إن العملية قد تنتهي في الأيام المقبلة. فقد نسبت الإذاعة الإسرائيلية أمس الاثنين نقلاً عن وزير الحرب الإسرائيلي عمير بيريتس أن بلاده لن توقف حملتها العسكرية ضد لبنان إلا بعد القضاء على نفوذ حزب الله. وأضاف بيريتس أن (إسرائيل لن تسمح لأي جهة بوقف حملتها العسكرية الحالية في لبنان قبل أن تضمن إنشاء شريط أمني في جنوبلبنان يمنع أفراد منظمة حزب الله من الانتشار مجدداً على امتداد الحدود اللبنانية الإسرائيلية). وقال الوزير: إن (إسرائيل لن تسمح لأي قوة عسكرية سوى الجيش اللبناني بالانتشار في المنطقة الحدودية في جنوبلبنان). وعلى الرغم من عدم تحديد موعد لوقف هذا العدوان من قبل الوزير الإسرائيلي فقد نقلت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي أمس عن ضابط كبير بالجيش قوله: إن إسرائيل قد تنهي هجومها في لبنان في غضون أيام. كما هددت إسرائيل التي تلقت بلداتها دفعة أخرى من صواريخ حزب الله صباح أمس، بتدمير شبكة كهرباء لبنان إذا كثف الحزب إطلاقاته الصاروخية. وكثف الجيش الإسرائيلي غاراته على عدد من الأهداف في لبنان من بينها مرفأ بيروت، مما أدى إلى مقتل 23 شخصاً بينما أطلق حزب الله اللبناني عشرات الصواريخ على شمال إسرائيل. ودمرت الغارات التي وقعت الليلة قبل الماضية موقعين للجيش اللبناني على ساحل لبنان الشمالي مما أدى إلى مقتل ستة جنود لبنانيين على الأقل وإلحاق أضرار بمنازل مسؤولين في حزب الله.. وترددت أصداء عدة انفجارات مدوية في العاصمة فجر أمس وتصاعد الدخان الأسود من مخزن للوقود اشتعلت فيه النيران في حي الدورة الذي تسكنه أغلبية مسيحية. وقالت مصادر أمنية: إن منشآت مدنية ومحطات للوقود ومصانع في أماكن أخرى لحقت بها أضرار أيضا. وبدأت عمليات إجلاء الأجانب من لبنان على نطاق واسع خوفا من اتساع رقعة النزاع. وأدت العملية الإسرائيلية الأخطر منذ اجتياح الجيش الإسرائيلي لبنان في 1982م إلى سقوط 167 قتيلا على الأقل و400 جريح منذ بدئها في الثاني عشر من تموز - يوليو الجاري، ردا على أسر حزب الله جنديين إسرائيليين وقتله ثمانية جنود آخرين على الحدود. وتستمر العمليات العسكرية على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية بلا هوادة وصل مسؤولون دوليون إلى بيروت في إطار محاولات لتسوية الأزمة. فقد شن الطيران الحربي الإسرائيلي ليل الأحد الاثنين ستين غارة على أهداف في لبنان بينما جرح ثلاثة أشخاص صباح أمس الاثنين في قرية تلال شمال إسرائيل في انفجار حوالي 15 صاروخا أطلقت من لبنان وأصابت عكا وللمرة الأولى العفولة والناصرة أيضا. وفي لبنان، ذكر مسؤولون في مرفأ بيروت ومراسل لوكالة فرانس برس أن الطيران الحربي الإسرائيلي شن صباح أمس الاثنين سلسلة غارات على مرفأ بيروت مما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين. ويأتي استئناف قصف مرفأ بيروت بينما تستعد سفارات غربية عدة لإجلاء رعاياها من لبنان مما قد يسبب تأخيراً في هذه العمليات التي تنظمها سفارات غربية بحرا، بعد إغلاق مطار بيروت الدولي الذي قصفته إسرائيل عدة مرات. كما استأنف الجيش الإسرائيلي قصف الضاحية الجنوبيةلبيروت حيث مقر قيادة حزب الله الذي دمر بشكل كامل. وذكرت الشرطة اللبنانية أن المقاتلات الإسرائيلية شنت عشر غارات متزامنة على منطقة زحلة كبرى مدن سهل البقاع الشرقي. وقال المصدر نفسه: إن صاروخ جو أرض دمر جسرا على نهر الليطاني يربط بين مدينة زحلة وعدة قرى واقعة على سفح جبال لبنانالشرقية. كما قصفت طائرات إسرائيلية مفترق شتورا والطريق المؤدي إلى مركز المصنع الحدودي بين سورياولبنان في عدة مواقع وخصوصا عند جلالا وتعنايل وبلدة عنجر قرب الحدود السورية.