بدر بن عبد المحسن عندما يكتب القلم هذا الاسم يلزم عليه أن تنكمش حروفه إلى ناحية منه وأن يلجأ إلى زاوية فيه فيكتفي بها ويأخذ استطاعته منها وطاقته عليها. ربما تضيق اللغة وينطوي الشرح عند الحديث عن عملاق الشعر الكبير ولكنها جُمل تنضوي تحتها مسيرة طويلة من الجمال والإبداع والشاعرية والأخلاق. رحم الله البدر صاحب مدرسة التجديد في الشعر بل هو صاحب مشروع ثقافي نشر من خلاله القصيدة السعودية في أرجاء الوطن العربي بل على مستوى العالم. قبل وجود المجلات والفلاشات والمهرجانات ووسائل التواصل الاجتماعي فقد نثر الشعر ليلتقطه كل محب في كل مكان. فرحم الله بدر الإنسان النبيل الشاعر المبدع الذي أحبه الناس في حياته من خلال شعره دون ألقابه يدعون له حباً فيه حياً وميتاً. فرحم الله الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن فقد أجاب الله دعاءه في الدنيا فصان عرضه وستره بقية حياته عندما قال: الله يالمطلوب ياعالم الغيب تقبل صلاتي لك وتقبل طوافي وتصون عرضي يا ملاذي عن العيب وتجعل بقايا العمر ستر وعوافي ونسأل الله أن يجيب ما دعا لنفسه في الآخرة ويتقبل أعماله الصالحة بالقبول الحسن، رحمه الله وغفر له وجعل ما أصابه في ميزان حسناته. وأخيراً نقف مع مرثية الشاعر عبدالله الطلحي في الأمير بدر حيث قال: ياهل التعازي والمراثي والأحزان إن كان غاب البدر ، ماغاب نوره عليه من مولاه .. رحمة ورضوان لازال رغم الفقد ، طاغي حضوره في كل دارٍ له .. ترانيم .. واوزان واصدق مشاعر نابعة من شعوره في كل معزوفة ، وفي كل ديوان وفي كل قلبٍ منه صوتٍ وصورةِِ جثمان الفقيد محمولاً على الأعناق