في الذكرى الثامنة لرؤية المملكة 2030، تم إطلاق تقرير 2023، والذي استهل بكلمة خادم الحرمين الشريفين وكلمة سمو ولي العهد -حفظهما الله-، وفيها يشير خادم الحرمين الشريفين إلى الوطن الغالي وشعبه بقوله (دولتكم)، مما يدل على أن هذا النجاح نجاحنا جميعًا وأنه ينتمي إلينا، وهذه عادة القادة العظام عندما يحققون الانتصارات. وعقب ذلك جاءت كلمة سمو ولي العهد مستأنفة كلمة والده -حفظهما الله-، والتي جمعت بين حمد الله على الإنجازات، والتطلع إلى المزيد من التقدم، والإشارة إلى النقلة النوعية في عام 2023 تحديدًا، وأنها امتداد لما قدمته حكومتنا الرشيدة طوال العقود الماضية. وأن هذه المنجزات ليست للجيل الحالي فقط، بل إنها للأجيال القادمة أيضًا. لقد أكدت كلمته -حفظه الله- على أن التنمية سمة قياداتنا على مر السنين، وأن طموحنا وتطلعنا للمزيد لا ينبغي أن يهدأ أو يقف حتى عند الاحتفال بالإنجازات، وأن الاستدامة قيمة عظمى توازي تحقيق النجاحات. تقرير رؤية 2030 لعام 2023 هو وفاء قيادة طموحة بوعد عظيم قدمته لشعبها، وحققته لأجلهم، ومن خلالهم، وبالتعاون مع الكفاءات من مختلف دول العالم. ومن خلال رؤية المملكة 2030 أظهرت قيادتنا كيف يكون الطُموح الشجاع، وكيف يكون التخطيط للمستقبل، وكيف تكون المواءمة مع الخطط الاستراتيجية العالمية، بالتأكيد على الاستدامة كأحد أبرز مستهدفاتها، كما أظهرت كيف تتحقق الطموحات العظيمة من خلال مواءمة برامج الرؤية ومشاريعها مع الأهداف الاستراتيجية. وحفاظًا على كل هذه الجهود، وللتمكن من مراقبة مستوى التقدم في أولويات التحول الاقتصادي والاجتماعي وتوجيهه نحو المسار الصحيح، بما يحقق أهداف الرؤية بركائزها الثلاث أوضح التقرير أن من مميزات المرحلة الثانية من الرؤية نضج أساليب التخطيط الاستراتيجي، ومنهجيات القياس وأدواته، فتمت الاستفادة من القدرات الفنية التخصصية، بالإضافة إلى العمل مع المنظمات الدولية للتأكد من توظيف أفضل الممارسات الناجحة، بهدف متابعة الأداء بشكل ربع سنوي وفق منهجيات دقيقة، مما ساهم في تحسين بعض المؤشرات وتطويرها. إننا نلمس التقدم في المملكة العربية السعودية، ونشاهده يتخطى الأرقام، ويطور الممارسات، ويؤسس لثقافة التخطيط الناجح القائم على المؤشرات، وأن كل مشروع على أرض الواقع ينبغي أن يكون لأجل تحقيق المستهدفات الوطنية، ويعبر بها نحو المستقبل، مع ضمان الاستدامة للأجيال القادمة. وكما أن الكشف والبحث عن الثروات الطبيعية والموارد ما زال مستمرًا، فبعون الله تعالى وفضله، ثم برؤية ودعم قيادتنا، وطموح شعبنا ستكشف هذه الرؤية عن المزيد من الثروات البشرية والمادية الثمينة، وستفاجئ العالم بنوع فريد من المنافسة قائم على الولاء والثقة بين القيادة والشعب، والعمل الجاد المنهجي الشامل في مختلف القطاعات.