قالت مصادر تجارية يوم الاثنين الماضي: إن السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، قد ترفع أسعار معظم درجات الخام التي تبيعها لآسيا في يونيو إلى أعلى مستوياتها في خمسة أشهر بعد أن عززت الخامات القياسية في الشرق الأوسط هذا الشهر. وقالت مصادر قطاع التكرير إن سعر البيع الرسمي لشهر يونيو للخام العربي الخفيف الرئيسي قد يرتفع بما بين 70 إلى 90 سنتا ليقترب من علاوة قدرها ثلاث دولارات للبرميل فوق متوسط أسعار دبي / عمان، وهو ما سيكون السعر الأمثل وأعلى مستوى منذ يناير. وأظهرت البيانات أن ارتفاع الأسعار سيتبع تراجعا أوسع نطاقا للشهرين الأول والثالث في بلاتس دبيوعمان في بورصة دبي للطاقة عند 83 سنتا و96 سنتا على الترتيب حتى الآن هذا الشهر مقارنة بمتوسط الشهر الماضي. ويتوقع معظم المشاركين أن ترتفع أسعار البيع الرسمية لشهر يونيو للخام العربي المتوسط والعربي الثقيل على قدم المساواة مع العربي الخفيف، مدعومة بنقص العرض وسط تخفيضات أوبك+ وهوامش قوية لزيت الوقود. وبدأت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) معالجة خام زاكوم العلوي في مصفاة الرويس التي تم تجديدها، ما أدى إلى خفض صادرات الدرجة المتوسطة عالية الحموضة. ومع ذلك، تراجع شركة بيميكس المكسيكية عن تخفيضات تصدير النفط الخام بما لا يقل عن 330 ألف برميل يوميًا المقرر إجراؤها في مايو، وسط طلب على النفط أقل من المتوقع من مصافيها المحلية، مما خفف جزئيًا من نقص الإمدادات. وأظهرت بيانات كبلر أن التغير في لقيم مصفاة أدنوك أدى إلى تسجيل صادرات خام مربان مستوى قياسيا في أبريل عند 1.65 مليون برميل يوميا، وهو ما أدى إلى انخفاض أسعار الخام الخفيف عالي الكبريت، وقال المشاركون إن إمدادات قوية من الخام الخفيف وضعف هوامش النافتا من المتوقع أن تحد من ارتفاع أسعار الخام العربي الخفيف للغاية إلى ما بين 30 و50 سنتا في يونيو، مما يتخلف عن مكاسب الخامات السعودية الأخرى، وعادة ما يتم إصدار أسعار البيع الرسمية للخام السعودي في الخامس من كل شهر تقريبًا، مما يحدد اتجاه الأسعار الإيرانية والكويتية والعراقية ويؤثر على نحو 9 ملايين برميل يوميًا من النفط الخام المتجه إلى آسيا. وتحدد شركة أرامكو السعودية أسعار خامها بناء على توصيات العملاء وبعد حساب التغير في قيمة نفطها خلال الشهر السابق على أساس العائدات وأسعار المنتجات. وقالت مصادر إن معظم المشترين للنفط الخام من شركة أرامكو السعودية يحصلون على كامل كميات شهر أبريل، لكن إمدادات الخام الثقيل تراجعت، وخططت أرامكو السعودية لتلبية الكميات التعاقدية الكاملة من النفط الخام لمعظم المشترين الآسيويين في أبريل، لكنها خفضت إمدادات النفط الثقيل للعملاء الصينيين والهنود بسبب صيانة حقول النفط. ويأتي التخفيض بعد أن قررت أوبك+، في وقت سابق تمديد تخفيضات إنتاج النفط الطوعية بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا في الربع الثاني، وأخطرت شركة أرامكو السعودية، أكبر مصدر للخام في العالم، العملاء الآسيويين بمخصصاتهم من الخام لشهر أبريل، بعد أيام من نشر أسعار البيع الرسمية لنفس الشهر. وقالت المصادر: إن مخصصات النفط السعودي للصين تقدر بنحو 47.5 مليون برميل لشهر أبريل (1.58 مليون برميل يوميا)، وهو ما يشبه 47 مليون برميل مخصصة في مارس. وطلب أحد المشترين الصينيين شراء المزيد من الخام العربي المتوسط والعربي الثقيل لكن طلبه لم تتم تلبيته. وفي الهند، حصل مشتر واحد على الأقل على الكميات الكاملة التي سعى إليها، على الرغم من حدوث تعديل في الدرجات مع انخفاض إمدادات الخام الأثقل، وفقًا لأحد المصادر، ولم يتضح على الفور حجم التخفيض في إمدادات الخام الثقيل وما هي حقول النفط التي سيتم إغلاقها للصيانة، ورفعت أرامكو بشكل غير متوقع أسعار الدرجات الأثقل في أبريل، ما أدى إلى تضييق الفجوة السعرية مع الدرجات الأخف. وتسعى شركة أرامكو السعودية، إحدى أكبر شركات الطاقة والكيميائيات المتكاملة في العالم، جاهدة لتوفير طاقة موثوقة وأكثر استدامة وبأسعار معقولة للمجتمعات في جميع أنحاء العالم، وتحقيق القيمة لمساهميها عبر دورات الأعمال من خلال المحافظة على ريادتها في إنتاج النفط والغاز ومكانتها الرائدة في مجال الكيميائيات، وبهدف تحقيق القيمة من خلال سلسلة منتجات الطاقة وتنمية محفظتها بشكل مربح.وتتمتع أرامكو السعودية بعدد من المزايا التنافسية، منها على سبيل المثال لا الحصر، كونها تنتج أحد أقل أنواع النفط الخام من حيث كثافة الانبعاثات الكربونية الصاحبة لأعمال قطاع التنقيب والإنتاج في أرامكو السعودية مقارنة بكبار منتجي النفط، علاوة على تمتع الشركة بحق تشغيل منفرد وطويل المدى لموجودات تنقيب وإنتاج عالية الجودة ومتمركزة في مناطق متقاربة. وذلك بالإضافة إلى حقوق التنقيب الحصرية في احتياطيات المملكة الكبيرة من النفط والغاز، وإلى جانب ذلك فمن المميزات التي تحظى بها الشركة انخفاض تكاليف الإنتاج ومعدلات نضوب منخفضة نسبياً ورغم أن جميع هذه المزايا أدت إلى تعزيز مكانة أرامكو السعودية، إلا أن الشركة تعمل بجد أيًضا لتجنب تقلبات المستقبل، وفي عام 2023 زادت الشركة حجم برنامجها الرأسمالي عن طريق الاستثمار في تطوير المشاريع القائمة والجديدة. وفي قطاع التنقيب والإنتاج، تواصل أرامكو التقدم في أعمال التوسع في زيادة إنتاج النفط الخام للمحافظة على الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة عند 12.0 مليون برميل في اليوم، كما تتقدم فيما يتعلق بهدفها المتمثل في زيادة إنتاج الغاز بأكثر من 60 ٪ بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات 2021. وقالت الشركة، إن متوسط إنتاج أرامكو من الهيدروكربونات لعام 2023 انخفض بنسبة 5.8 % إلى 12.8 مليون برميل مكافئ نفط يوميا، منها 10.7 ملايين برميل يوميا من إجمالي السوائل. وأنتجت أرامكو 13.6 مليون برميل يوميا من النفط في عام 2022، بما في ذلك 11.5 مليون برميل يوميا من السوائل، وظل إنتاج أرامكو مقيدا بسبب التزام السعودية بتخفيضات أوبك+، ما خفض إنتاجها إلى أقل من 9 ملايين برميل يوميا بحلول نهاية العام 2023.