دخلت الحرب الإسرائيلية على غزة، يومها ال 208، حيث واصل الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، قصف مناطق القطاع المختلفة لا سيما مدينتي رفح وخانيونس ودير البلح، ما أوقع عشرات الشهداء ومئات الجرحى. وقالت وزارة الصحة، إن حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ارتفعت إلى 34 ألفًا و528 شهيدًا، بالإضافة ل 77 ألفا و683 مصابا، منذ بدء العدوان على القطاع في حصيلة غير نهائية. في غضون ذلك، دان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة تعمّد جيش الاحتلال تفخيخ مخلفاته التي يتركها عند انسحابه، محذراً من تكرار حوادث انفجار المخلفات في منازل المواطنين، لا سيما التي تكون على هيئة معلبات، معتبراً أن الاحتلال لجأ لاستخدام خديعة المعلبات المفخخة، لزيادة أعداد الشهداء والجرحى. ونفذ الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على شمال مخيم النصيرات وسط القطاع، كما استهدفت غارة إسرائيلية محيط مخيم جباليا، وقصفت المدفعية الإسرائيلية مسجد ومنزلين في منطقة معن. ميدانيا، تخوض الفصائل الفلسطينية معارك واشتباكات عنيفة في أكثر من محور في القطاع، فيما أقر الجيش الإسرائيلي، بمقتل جنديين، وإصابة آخر بجراح خطيرة في معركة وسط القطاع. الهدنة الجديدة تنتظر الحسم أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء، أنّ الجيش الإسرائيلي سيشنّ هجوماً برياً في رفح "مع أو بدون" هدنة مع حركة حماس في قطاع غزة. وقال نتانياهو، خلال لقائه ممثلين عن عائلات الرهائن، حسبما نقل عنه مكتبه، "فكرة أنّنا سنوقف الحرب قبل تحقيق جميع أهدافها غير واردة. سندخل رفح وسنقضي على كتائب حماس هناك مع أو بدون اتفاق، من أجل تحقيق النصر الشامل". غير أنّ وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال خلال نهاية الأسبوع، إنه "إذا كان هناك اتفاق (هدنة)، فسنعلّق العملية في رفح". في غضون ذلك تستعد حركة حماس لتقديم ردّها على اقتراح بشأن اتفاق هدنة في قطاع غزة وإطلاق سراح رهائن إسرائيليين في سياق المحادثات الجارية عبر الوسطاء بعد سبعة أشهر على اندلاع الحرب. ويأتي ذلك فيما يحل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الأردن ثم إسرائيل، بعد السعودية في إطار جولة جديدة في الشرق الأوسط ضمن مساعي التوصّل إلى هدنة في القطاع الفلسطيني المحاصر وسط أزمة إنسانية كبيرة. وبعد اجتماع عُقد الإثنين في القاهرة مع ممثلي مصر وقطر، الدولتين الوسيطتين مع الولاياتالمتحدة، غادر وفد حماس العاصمة المصرية إلى الدوحة لدراسة مقترح الهدنة الأخير، حسبما أفاد مصدر من الحركة . وقال المصدر "نحن معنيون بالرد بأسرع وقت ممكن"، في وقتٍ أفاد موقع قناة "القاهرة الإخباريّة" القريب من الاستخبارات المصريّة بأنّ وفد حماس "سيعود" إلى القاهرة مع "ردّ" مكتوب على هذا المقترح. وفي ظلّ هذه التطوّرات، طلب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي تشهد بلاده احتجاجات طلابية مؤيّدة للفلسطينيين في العديد من الجامعات، من قادة قطر ومصر "بذل كلّ ما في وسعهم" لتأمين إطلاق سراح عدد من الرهائن، معتبراً أنّ "هذه هي العقبة الوحيدة أمام وقف فوري لإطلاق النار". من جهته، أعرب بلينكن أثناء وجوده في الرياض عن "أمله" في الحصول على ردّ إيجابي من حماس "على اقتراح سخي جداً من جانب إسرائيل". وقد تردّد ذلك على لسان نظيره البريطاني ديفيد كاميرون، الذي أوضح خلال جلسة خاصة للمنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض، أنّ العرض الإسرائيلي "يتضمّن وقف إطلاق نار لمدة 40 يوماً والإفراج المحتمل عن آلاف السجناء الفلسطينيين، في مقابل إطلاق سراح هؤلاء الرهائن" في غزة. منذ بداية الحرب، تمّ التوصل إلى هدنة لمدة أسبوع في نهاية نوفمبر، سمحت بالإفراج عن حوالى 80 رهينة لدى حماس مقابل 240 أسيراً فلسطينياً لدى إسرائيل. إصدار مذكرات اعتقال لمسؤولين إسرائيليين أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ مسؤولين إسرائيليين يشعرون بالقلق إزاء احتمال إصدار مذكرات اعتقال بحقهم من قبل المحكمة الجنائية الدولية ربطاً بالحرب في غزة. وذكر موقع أكسيوس الإخباري الأميركي أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو طلب من الرئيس الأميركي جو بايدن خلال محادثة هاتفية، مساعدته في منع إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكّرات توقيف يمكن أن تستهدفه شخصياً أووزير الدفاع أو رئيس الأركان. إرادة سياسية للمصالحة بين فتح وحماس قالت وزارة الخارجية الصينية امس الثلاثاء بشأن استضافة بكين محادثات للمصالحة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة فتح الفلسطينيتين إن الجانبين عبرا عن إرادة سياسية للسعي لتحقيق مصالحة من خلال الحوار. ولم يفلح الفصيلان الفلسطينيان المتنافسان في معالجة خلافاتهما السياسية منذ أن طرد مقاتلو حماس فتح من قطاع غزة في حرب قصيرة في عام 2007. وجرت المحادثات على خلفية حرب إسرائيل المستمرة في غزة. وقال المتحدث باسم الوزارة لين جيان في مؤتمر صحفي دوري "وصل ممثلون عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى بكين منذ أيام قليلة لإجراء حوار عميق وصريح". وأضاف أن الجانبين "اتفقا على مواصلة مسار المحادثات لتحقيق التضامن والوحدة الفلسطينية في وقت قريب". كما قال إن الجانبين وجها الشكر لبكين على جهودها "لتعزيز الوحدة الداخلية الفلسطينية واتفقا على إجراء المزيد من الحوار". المفرج عنهم يعانون مشاكل صحية أعلن نادي الأسير الفلسطيني، أنَّ أغلبية الأسرى المفرج عنهم مؤخرا من السجون الإسرائيلية يعانون مشاكل صحية واضحة جراء التعذيب والتجويع والجرائم الطبية الممنهجة، مما استدعى نقل بعضهم إلى المستشفيات. وأوضح نادي الأسير في بيان له، الثلاثاء، أن إسرائيل أطلقت مؤخرا عبر إفراجات محدودة سراح معتقلين إداريين دون توجيه اتهام وأسرى أنهوا محكوميتهم، مضيفا أن أغلبيتهم يعانون من مشاكل صحية.وأرجع ذلك إلى ظروف الاعتقال القاسية وجملة السياسات الممنهجة التي صعّدتها إدارة السجون منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومن أبرز هذه السياسات جريمة التعذيب، وسياسة التجويع، والجرائم الطبية الممنهجة، والتي تسببت في استشهاد بعض الأسرى. وشدَّد نادي الأسير على أن عددا ممن أفرج عنهم مؤخرا في أوضاع صحية صعبة، وعانى أغلبيتهم من أوجاع بمختلف أنحاء أجسادهم ومشاكل صحية تحتاج لعلاج دائم، وبعضهم كانوا قد أصيبوا بكسور في بداية اعتقالهم نتيجة للضرب المبرح. وتابع "ما زال بعض المفرج عنهم يعانون آثارا واضحة بعد مرور شهور على اعتقالهم، هذا عدا عن حالة الضعف والنقصان الحاد والواضح في أوزانهم والتغيير الذي طرأ على هيئاتهم". وحذَّر نادي الأسير من أن مرور فترة زمنية أكبر على الأسرى والمعتقلين داخل السجون مع استمرار الإجراءات الانتقامية سيفاقم الظروف الصحية، وسيتسبب بأمراض حتى للمعتقلين والأسرى الأصحاء. وتحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9500 فلسطيني زادت انتهاكاتها بحقهم على وقع عدوانها المدمر على قطاع غزة.