تمثل أيام السرايات -والتي في الغالب تبدأ منتصف شهر أبريل من كل عام وتنقضي منتصف شهر مايو- بداية الحر ومن خصائصها بأمر الله تعالى هطول أمطار غزيرة، وتتميز أيام السرايات باعتدال الجو في الليل والحرارة نهارا، كما تسري في لياليه مزن المراويح والسرايات بمطر الصيف الغزير بل يقال إن السيل يسيل عند الجار فيما الجار الآخر لا يدري. والمراويح أو السرايات مسميات لمطر آخر فصل الربيع وأول الصيف، حيث تقول العرب إن مطر الوسم هجاد والشتاء ضحى والربيع والصيف في الرواح وإن تأخر سرى، ويتميز موسم المراويح أو السرايات بقوة السحب الرعدية وكثرة أيامه الممطرة وغزارتها إضافة إلى العواصف الترابية القوية، التي تتطلب الحذر خاصة لأصحاب الكرفانات البرية والخيام. وفي أيام السرايات ينقلب الطقس فجأة فتمر أجواء الفصول الأربعة في يوم واحد، حيث الصباح الجو صاف وفي الظهيرة تتشكل السحب العملاقة، فيما تسري عصرا لذا ينهمر المطر خلال فترة قصيرة جدا وفي مواقع محدودة مصحوبا بزخات من البرد ثم تصفو الأجواء وتشرق الشمس والشعبان تسيل، وتعد تلك الفترة خطرة وتسبب خسائر كبيرة لرعاة الغنم والإبل، ورغم أن البعض يستغرب من حدوث تلك الأمطار الغزيرة وندرتها إلا أن كبار السن يشيرون إلى حدوث مثل تلك الأمطار في الثمانينات الميلادية ولكن الكثير لا يستطيع أن يدرك تلك المشاهد والمظاهر ما لم تكن موثقة ويعاد نشرها والتذكير بها وكل ذلك الخير رحمة من رب العباد يسقي فيه الأرض، ويرتفع منسوب الماء في الآبار وتمتلئ السدود، وكذلك تنبت الفياض والمراعي، وتخضر الأشجار والأعشاب، وتسهم في إنبات نباتات الصيف والتي يكون مكوثها في الأرض أطول وخاصة ما ينبت في الشعبان والمناطق الرملية مثل الثمام والعاذر والسبط والحمض.