أصدرت جامعة القصيم كتابًا عن الحقبة التاريخية لنشأة المملكة بعنوان "سياسة الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن في استصلاح الرجال"، من إعداد مجموعة من أساتذة قسم التاريخ بكلية اللغة العربية والدراسات الاجتماعية بالجامعة، وكتب مقدمته صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم، حيث تمت طباعة الكتاب من قبل الجامعة، ويقع الكتاب في 164 صفحة عن دار نشر العبيكان وشارك في إعداد الكتاب، الذي يقع في ثلاثة فصول، نخبة من أساتذة التاريخ بالجامعة هم: الأستاذ الدكتور أحمد بن عبد العزيز البسام، والدكتور سليمان بن محمد العطني، والدكتور محمد بن عبد الرحمن السلامة، وقام بالمراجعة العلمية للكتاب الأستاذ الدكتور خليفة بن عبد الرحمن المسعود، حيث جاء الفصل الأول بعنوان: صفات الملك عبد العزيز القيادية، وأثر عفوه وصفحه في استصلاح الرجال، فيما حمل الفصل الثاني عنوان: اصطفاء الملك عبدالعزيز للرجال، ومتابعته لهم، وجاء الفصل الثالث بعنوان: آثار استصلاح الملك عبدالعزيز للرجال وتناولت مقدمة الكتاب لسمو أمير منطقة القصيم فكرة الكتاب التي نبعت من اهتمام سموه بسيرة المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - والحرص على إبرازها بقراءات تاريخية جديدة، فجاء هذا الكتاب كثمرة لإحدى الجلسات الأسبوعية لسموه بقصر التوحيد بمدينة بريدة التي تناولت منهج المؤسس في استصلاح الرجال، بمشاركة نخبة من الأكاديميين المختصين، وكنتاج لجهد مشترك مع الجامعة التي تولت طباعة الكتاب وإخراجه للقارئ، للتعريف بمنهج المؤسس -رحمه الله- في التعامل مع الرجال ومهارته في احتواهم إلى صفه بعد أن كانوا مع الطرف الآخر . ويقول صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز في مقدمته للكتاب : " من خلال تأملي في سيرة المؤسس طيب الله ثراه وإدراكي لمكانته فقد أصبحت منجذباً للتعمق في تاريخه، مهتماً بإبراز منهجه ومآثره، ومن هذا المنطلق حرصت على استضافة العديد من المؤرخين والمختصين في جلسات قصر التوحيد الأسبوعية للحديث عن صفات هذا الرجل العظيم، وإبراز مآثره وكفاحه في مراحل توحيد هذا الكيان العظيم؛ ليكون قدوة لنا وللأجيال من بعدنا؛ من خلال نماذج واضحة، وأمثلة جلّية، ومواقف مشهودة؛ استعمل فيها بنظرة ثاقبة سياسة إعادة تأهيل الرجال، ومنح الفرصة لكل مريد للحق والاعتدال؛ فتمكن -عبر تلك السياسة- من استصلاح المخالفين والخارجين عن الطريق القويم؛ ليس بمنع عدائهم فحسب بل وإعادتهم لجادة الحق، وتحويلهم للمسار الإيجابي، وتبديل مسيرتهم من محاربين وأعداء إلى أدوات خير وبناء، ليصبحوا من كبار القادة ورجال الريادة في شرف تمثيل الوطن وبنائه في الداخل والخارج" ويوضح الكتاب جانبًا من سيرة الملك عبدالعزيز كنموذج يحتذى للحاكم المتزن، المتصف بالصفات الإسلامية، والشمائل المحمدية في سلوك حسن التعامل واتّباع منهج العفو عند المقدرة، من خلال تتبع سيرته الحافلة التي صادقت عليها المصادر المكتوبة الموثوقة، ونقلتها أفواه المعاصرين له من عرب وأجانب، الأمر الذي نتج عنه إعادة تأهيل العديد من الشخصيات وتغيير مسارهم للعمل في بناء المملكة العربية السعودية بعد أن كانوا ضمن خصومها.