أصابت الخسارة الاتحادية الأخيرة لنهائي بطولة كأس الدرعية للسوبر السعودي أمام الهلال وبرباعية قاسية المدرج الاتحادي بإحباط كبير وحسرة على الحال الذي وصل له فريقهم الكروي للدرجة التي يعجز فيها عن تحقيق أي انتصار على الهلال في ست مواجهات خاضها الفريق أمامه هذا الموسم. الاتحاد الذي كان محبوه يتغنون فرحا بإنجاز لقب الدوري والسوبر الذي تحقق الموسم الماضي بعد غياب دام أحد عشر عاما عاد هذا الموسم للمربع الأول الذي كان عليه قبل الإنجاز الأخير، وأصبح يخسر بشكل غريب كان آخرها أمام منافسه الأهلي دوريا والهلال في نهائي السوبر. ولا شك أن هناك أسباب ساهمت في هذا الإخفاق بدءا من معسكر إعدادي فاشل، وخسارة أولى بطولات الموسم وصفقات الصيف والشتاء التي لا ترتقي لمستوى الطموحات والاحتياجات مهما كانت الأسماء المتعاقد معها مرورا بمشاكل اللاعبين أبرزهم بنزيما وآخرها تعاقب المدربين. ولا يمكن أن أنسى العدد الكبير من الغيابات التي وصلت مثلا أمام الهلال إلى عشرة لاعبين بين إصابات وارتباط بالمنتخب الأولمبي في مشاركته الآسيوية المقامة حاليا في قطر الشقيقة، وكأنما يعجز الاتحاد عن أن يخوض لقاءات بعشرين لاعبا، بل وصل به الأمر هذا الموسم إلى أن يلعب بثلاثة لاعبين على مقاعد البدلاء وحارسي مرمى. لا شك في أن كل ما يتعرض له الاتحاد يعكس عن الوضع الحاضر والذي أشبه ما يكون بالوضع المظلم، ولكن أقولها حقيقة إن تصريح الرئيس التنفيذي دومينجو سواريز لأحد الصحف كان بمثابة الضوء في آخر النفق، والذي يجعل الاتحاديين يتفاءلون بمستقبل مشرق، والأهم أن يترجم كلامه على أرض الواقع. قد يكون للتحول إلى نظام أندية الشركات دور في الوضع الذي وصل له الاتحاد خاصة أن الإحلال السريع تكون نتائجه عكس المتوقع، ولكن هذا ثمن خلل إداري عانى منه الاتحاد سنوات وسنوات، ولم يكن لديه قاعدة إدارية صلبة تكون قادرة على مواجهة التغييرات والأزمات التي قد يمر بها الاتحاد. وإذا ما أراد الاتحاديون عودة ناديهم سريعا للمنافسة على الإنجازات والبطولات فعليهم أن يعملوا من الآن لتصحيح الأخطاء والسلبيات التي وقعوا فيها ولا ضير أن يدخل المرشحون لكرسي الاتحاد الساخن ولا أعلم إن كان ساخنا حتى اللحظة بعد استحواذ الشركات على الأندية ليضعوا خطتهم للقادم من الأيام. فالرئيس القادم مطالب بالإنجازات والبطولات وإعادة الاتحاد لوضعه الطبيعي فالإنجازات المؤقتة لن ترض المدرج الاتحادي الذي بدا يومن أن فريقهم الكروي قادر على المنافسة على البطولات لسنوات قادمة خاصة أنه يمتلك كل المقومات لذلك. كما أن الرئيس القادم مطالب بالاستفادة من تجربة الرئيس الحالي أنمار الحائلي وما مر به من ظروف ومواقف صعبة خرج من بعضها سالما، ولكن الأغلبية لم تكن الإدارة موفقة في التعامل مع الأزمات كما يجب وكما حدث هذا الموسم. نقطة آخر السطر: التراشقات التي يقودها أشقاء نجوم الاتحاد عبدالرزاق حمدالله وكريم بنزيما يجب أن تواجهها الإدارة الاتحادية بحزم وتحذر اللاعبين من مغبة إثارة المدرج بالطريقة المرفوضة، والرسائل التي تقود الاتحاد إلى مزيد من الصراعات. كل الأماني للمنتخب الأولمبي بالتوفيق في مهمته الآسيوية والتأهل لأولمبياد فرنسا المقبلة.