دخل علينا أجمل الشهور ورحل، وبين طياته روحانية آسِرة، وفي أطراف نهاره أدعيةٌ مُجابة، وفي لياليه المُضيئة بتراتيل القُرآن عفو وغفران وجنة مزاجها مِسك. ولا يعقبه إلا شعيرةٌ من شعائر الله المُحبّبة للكبير والصغير وهي عيد الفطر المُبارك ما بين ضحكات الصّغار ومُباركات الكِبار، تجتمع العوائل في طقوسٍ واحدة يملؤها البهجة والسّرور وكثيراً من الحبور، ثُمّ يبدأ التزاور والسلام على الأكبر سنّاً وهذه عادة عند العرب في تقدير كبير السن دائماً وزيارته لتهنئته في العيد وتقديم بعضاً من العيديات أو بعض الأطعمة الشعبيّة كواجب وعُرف أُشتهر في كافة مناطق المملكة، نجد الشوارع ترقص بالإضاءات الملوّنة والاطفال تتسابق على التقاط الحلوى والهدايا من منزلٍ الى منزل، ومن واقع الحدث في قريتنا الجميلة التي يسكنها أقاربنا نبدأُ ببيت الجد أو الجدّة ونرتدي أجمل الثياب احتفاءً بهذا العُرس الديني المُبهج وأغلب المناسبات كالزواج أو حفلات التخرج تكون في هذه الأيام الجميلة، فأيام العيد مُرتبطة بكل حدث سعيد، ومُناسبة سعيدة ونشاهد في أيام العيد موائد مُختلفة من الاطباق الشعبيّة والطبق الرئيسي في أغلب المدن (الرّز باللحم) أو (الجريش) وهذه بعض الأمثلة لا الحصر، وتختلف طقوس العيد من مدينة ألى مدينة ولكنها تتشابه كثيراً في طريقة التزاور والتجمعات والاحتفالات والجميل أن القطاعات الحكوميّة في المدينة تتكاتف وخصوصاً قطاع البلديّة للمشاركة بالاحتفال لأهل المدينة ببرنامج جميل يتخلله العرضة السعودية وبعض (الرّقصات الشعبية) ومُسابقات وفعاليات مشوقة للكبار والصغار رجالاً ونساء. وعلى ضوء هذه المُناسبات السعيد لم تعد المهرجانات في العيد مُقتصرة على حضور الرجال بل أيضاً النساء لهم نصيب من الحضور وِفق آلية معينة يضعها اصحاب الحفل وهذا ما يعزّز رؤية 2030 والتي للنساء فيها الرأي والحضور والتمكين. العيد فرحة حتى للمريض والفقير والمكروب الجميع يُعايد ويقدم اجمل ماعنده وحسب امكانياته للمشاركة في هذه الشعيرة الربانية التي أنعم علينا بها الإسلام لتعزيز اللّحمة الوطنية والمجتمعية بين فئات المجتمع وكما أنّ الشعراء يربطون في قصائدهم الغزلية برؤية المحبوب وكأنها عيد كناية عن الفرح والشعور السعيد.