في الثالث عشر من فبراير الماضي، احتفل العالم باليوم العالمي للإذاعة، وفيه نستذكر الدور المهم الذي تقدمه هذه الإذاعة على الأصعدة كافة. وبالنظر إلى تاريخ الإذاعات السعودية فقد قدمت عبر عقود زمنية من الخبرات والعطاء المستمر والتميّز؛ مواكبة كل التحولات والنقلات النوعية التي حصلت في المملكة والعالم، ولا سيّما من حيث التقنيات والأدوات وتميّز المحتوى. ومن الإذاعات التي قدمت العطاء المستمر إذاعة القرآن الكريم التي بدأ إرسالها عام 1392ه وعن قصة إنشائها يقول د. علي الخضيري في لقاء مع الإذاعة بهذه المناسبة وهو أول مدير لإذاعة القرآن الكريم: «اقترحت على الأستاذ خالد غوث إنشاء إذاعة للقرآن الكريم تتخصص في التلاوات القرآنية المرتلة والمجوّدة مع برامج وأحاديث في علوم القرآن والشريعة، فبلاد الحرمين الشريفين مهبط الوحي أولى أن تبث منها هذه الإذاعة، ورحب بالفكرة وعرضها على وزير الإعلام معالي الأستاذ إبراهيم العنقري الذي أيدها، وتم إعداد عرض بذلك للملك فيصل -رحمه الله- الذي وافق عليها، وكُلِّف بالعمل مديراً لها، وبدأ إرسالها في اليوم الأول من شهر صفر عام 1392ه». وعقد عم بنفعها المسلمين في أرجاء العالم، وقدمت العقيدة الصحيحة والعلم النافع، ويشرف على برامج الإذاعة نخبة من المنتجين والمنفذين والمذيعين، وتعد برامجها تحت إشراف نخبة من أهل العلم والمشايخ وطلاب العلم الأكاديميين، ونشر تلاوات المصاحف المرتلة لأفضل القراء في العالم الإسلامي. ومن أشهر برامجها وأقدمها برنامج الفتاوى المعروف (نور على الدرب) والذي بدأ في عام 1396ه وما زال، ويتم فيه استضافة المشايخ والعلماء من هيئة كبار العلماء يجيبون فيه عن أسئلة المستمعين في أرجاء المعمورة.. وقد استفاد منه المسلمون في أنحاء العالم.. وقد تم جمع فتاوى بعض العلماء في مجلدات من هذا البرنامج كما حصل للشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- وعنوان الكتاب: (فتاوى نور على الدرب لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز)، وحققه: محمد بن سعد الشويعر، ونشرته الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، عام 1428ه في 31 مجلدا. وقد أشرف على تقديم البرنامج مجموعة من المذيعين ومنهم عبدالله بن فرحة الغامدي -رحمه الله- والذي ظل ملازماً لتقديم البرنامج سنوات طويلة. ولا بد من الإشارة إلى صاحب فكرة البرنامج وهو الشيخ صالح العلي الناصر -رحمه الله- وكان ضيفا في الحلقة الأولى منه، بحسب ما ذكر في التقرير الذي قدمته الإذاعة عبر برنامجها المميز (اللهم بك أصبحنا) بهذه المناسبة. وهذه الجهود المباركة لهذه الإذاعة وغيرها من وسائل الإعلام تؤكد وتعكس الصورة الحقيقية لما تقدمه المملكة العربية السعودية من جهود جبارة وعظيمة في خدمة الإسلام والمسلمين.