ذكرى وفاة أمي -يرحمها الله-، ذكرى لا يمكن نسيانها، مهما مرت الأيام وتوالت الأعوام، اللهم اجعل ما أصاب أمي من ألم المرض والفزع تكفيراً وتطهيراً لها، والله يعلم أن خلف جدران هذا المنزل قلوب منكسرة أعياها ألم الفقدان والحزن، وتتمزق ألماً واشتياقاً لوالدتي. اللهم إني اشتقت إليها كثيراً، فلا بيني وبينها سوى الدعاء، وأسألك يالله، أن تجمعني بها في الفردوس الأعلى، اللهم ارحم أمي، واغفر لها، واجعل قبرها روضة من رياض الجنة. هي لم تمت، هي بالقلب والوجدان والنفس، أحبها الله فاختارها، والسماء اشتاقت لها فرفعها الله إليه.، اللهم لا تجعل دموعي تؤذي فقيدتي الغالية أمي؛ فليست إلا تخفيفاً عما بقلبي تجاهها، وحينما تودع أمك وتلقي عليها النظرة الأخيرة وهي بالكفن منظر لا تستطيع الكلمات أن تعبر عنه لحظة مشاهدة ملامح من أنجبتك وهي ساكنة آمنة مغمضة العينين ووجهها الطاهر في مشهد غاية بالوجع والفقدان. ورحيل أمي علمني أن الأرواح الجميلة فقط هي من تستحق الذكرى والدعاء فلا رحيل يؤلم كرحيل أمي -رحمها الله-، وسيبقى ذلك اليوم هو الأصعب في حياتي، فقدت نصف روحي، فقدت قطعة من قلبي، وقلباً حنوناً وطيباً من المستحيل نسيانه، ورحلت أمي فكان رحيلها أكثر الأشياء وجعاً لي. وصيتي: قبلوا رؤوس أمهاتكم يومياً بالنيابة عن كل من كان آخر عهده بأمه، قبلة على جبين أمهاتكم، وكونوا عوناً وسنداً وأحسنوا الرعاية والمعاملة، فالأم لا تعوض وفقدانها ألم سيبقى عالقاً في الذاكرة ما بقي الإنسان في حياته، رحم الله أمي رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.