قال الرئيس الأميركي جو بايدن: إنه يتوقع أن تهاجم إيران إسرائيل "عاجلا وليس آجلا" وحذرها من المضي قدما في ذلك. وعندما سأله صحفيون عن رسالته لإيران، قال بايدن "لا تفعلوا"، مؤكدا التزام واشنطن بالدفاع عن إسرائيل. وأضاف، "نحن ملتزمون بالدفاع عن إسرائيل، سندعم إسرائيل، سنساعد في الدفاع عن إسرائيل ولن تنجح إيران". وأشار بايدن إلى أنه لن يكشف عن معلومات، لكنه قال إنه يتوقع وقوع هجوم من جانب إيران "عاجلا وليس آجلا". وأدلى بايدن بتصريحاته للصحفيين في البيت الأبيض بعد كلمة ألقاها عبر الإنترنت خلال مؤتمر للحقوق المدنية. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أمس أن الولاياتالمتحدة سارعت بإرسال السفن الحربية إلى مواقعها لحماية إسرائيل والقوات الأميركية في المنطقة، على أمل تجنب هجوم مباشر من إيران على إسرائيل. وقالت الصحيفة إن التحركات التي اتخذتها الولاياتالمتحدة والتي تعد جزءا من محاولة لتجنب صراع أوسع في الشرق الأوسط جاءت بعد تحذير من شخص مطلع بشأن توقيت ومكان الهجوم الإيراني المحتمل. لكن الصحيفة ذكرت أن شخصا أطلعته القيادة الإيرانية على الأمر قال إنه بينما تتم مناقشة خطط الهجوم، لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد. وحذرت دول من بينها الهند وفرنسا وبولندا وروسيا مواطنيها من السفر إلى المنطقة المتوترة بالفعل بسبب الحرب في غزة التي دخلت الآن شهرها السابع، ودعت ألمانيا مواطنيها إلى مغادرة إيران. وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إن الهجوم الوشيك المتوقع من إيران هو تهديد حقيقي لكنه لم يقدم تفاصيل حول أي توقيت محتمل. وقال كيربي إن الولاياتالمتحدة تنظر إلى وضع قوتها في المنطقة في ضوء تهديد طهران وتراقب الوضع عن كثب. وقال الجيش الإسرائيلي إنه لم يصدر تعليمات جديدة للمدنيين، لكنه طلب من السكان توخي الحذر. وقال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري في بيان بثه التلفزيون "خلال اليوم المنصرم، أجرى الجيش تقييما للوضع ووافق على خطط لمجموعة من السيناريوهات في أعقاب تقارير وبيانات عن هجوم إيراني". ولم تعلق وزارة الخارجية الإسرائيلية على التقارير الواردة عن إخلاء بعض البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية جزئيا وتعزيز الإجراءات الأمنية. وكتبت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية "الرد الانتقامي سيأتي.. تشير الافتراضية في الوقت الحالي إلى أن ذلك سيحدث قريبا جدا في الأيام القليلة المقبلة". وقال راز زيمت، الباحث الكبير في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي "سيكون من الصعب للغاية على إيران عدم الرد.. ما زلت أعتقد أن إيران لا تريد الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة وواسعة النطاق ضد إسرائيل، وبالتأكيد ضد الولاياتالمتحدة. لكن عليها أن تفعل شيئا". وعقد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي اجتماعات مع قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا الذي يزور إسرائيل لتنسيق الرد المحتمل. وتقول مصادر إيرانية ودبلوماسيون من الولاياتالمتحدة، حامية إسرائيل الرئيسية، إن طهران أبلغت واشنطن بأنها ترغب في تجنب التصعيد ولن تتصرف بشكل متسرع. لكن الخطر يظل قائما من أن أي رد فعل قد يخرج عن نطاق السيطرة. ولأن إيران اعتبرت الهجوم على السفارة هجوما على أراضيها، قال زيمت إن هجوم إيران نفسها على الأراضي الإسرائيلية مباشرة وليس عبر وكيل مثل جماعة حزب الله اللبنانية هو احتمال حقيقي. وتمتلك إيران صواريخ قادرة على ضرب إسرائيل مباشرة، وفي الأسابيع القليلة الماضية، عززت إسرائيل دفاعاتها الجوية التي اعترضت آلاف الصواريخ التي أطلقتها حماس من غزة وحزب الله من لبنان. واستدعى الجيش الإسرائيلي جنود الاحتياط استعدادا لأي تصعيد على طول حدوده الشمالية، حيث يتبادل إطلاق النار يوميا تقريبا مع حزب الله. وفي وقت متأخر من مساء الجمعة، قال الجيش إنه رصد نحو 40 عملية لإطلاق صواريخ عبر الحدود من لبنان إلى إسرائيل، مشيرا إلى اعتراض معظمها فيما سقط باقي الصواريخ على أرض مفتوحة دون التسبب في أي إصابات. كما سحبت إسرائيل معظم قواتها ومركباتها المدرعة من غزة. وقال وزراء إن هذه الخطوة تأتي قبل الهجوم الذي تتوعد إسرائيل منذ فترة طويلة بتنفيذه على مدينة رفح، حيث يُعتقد أن الآلاف من مقاتلي حماس مندسون وسط أكثر من مليون فلسطيني نزحوا إليها من أجزاء أخرى من غزة. وفي إسرائيل، على الرغم من عدم وجود تعليمات أمنية رسمية، قال بعض الآباء إن أطفالهم طُلب منهم أخذ الكتب إلى المنزل لقضاء عطلة ما يسمى بعيد الفصح استعدادا لاحتمال توقف الدروس.