{أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا} يعطي الله الدنيا لمن أحب من عباده ولمن كره، ولكنه لا يعطي الدين إلا لمن يحب، أعطى الدنيا كلها لسليمان عليه السلام وذي القرنين، وأعطاها لقارون والنمرود ولو كانت معياراً للتمايز ما ساوى فيها نبياً وطاغية. أفقر الناس هم أولئك الذين لا يملكون إلا المال فقط، أولئك يظنون أن كل شيء قابل للشراء بما في ذلك الجنة، ويعتقدون أيضاً أنهم أغنى آخرة لأنهم أغنى دنيا، المال عجلة في الحياة وليس الحياة، وهو كذلك وسيلة وليس غاية، إذا وضع تحت القدمين رفع وإذا وضع فوق الرأس خفض، وامتلاك المال لا يقدح في الدين؛ على العكس تماماً، نعم المال الحلال في يد العبد الصالح المهم أن يكون المال في يدك لا أن يكون في قلبك، المال يجعل الحياة أكثر رفاهية، ولكن أجمل ما في الحياة هي أشياء لا تشترى أبداً، المال يشتري دواء ولا يشتري صحة، يشتري سريرا ولا يشتري نوما، يشتري ديوان غزل ولا يشتري حبا، يشتري غانية ولا يشتري حبيبة، يشتري كتاب نكات ولا يشتري ضحكة من القلب، يشتري روضة أطفال ولا يشتري طفلا، يشتري مكتبة ولا يشتري ثقافه، يشتري سيارة ولا يشتري أقداما يشتري نظارة ولا يشتري أعيناً، ويشتري متزلفين ولا يشتري أصدقاء، الفقير والغني، لا يأكل أحدهما أكثر من سعة بطنه، ولا يلبس أكثر من ثوب واحد وإن اختلفت العلامة التجارية، ولا ينتعل أكثر من حذاء واحد وإن اختلفت النوعية، اجمعوا المال ليخدمكم لا لتخدموه، اجعلوه عبداً لا سيداً، تابعا لا معبودا ثم سيروا حياتكم به، ولا تجعلوه ابداً حياتكم وهمكم وتذكروا دوما لديكم الكثير مما لا يشترى.