الجنة دار الجزاء يوم القيامة لمن آمن وعمل الصالحات، فيها من النعيم ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، وأهل الجنة خالدون فيها، ولا فناء لأهلها أبداً، وهذا هو الصحيح عند أهل السنة والجماعة، بل هو قول أهل السنة قاطبة أن الجنة لا فناء لأهلها، يقول الله تعالى: {لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}، وقال: {خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً}. ولذلك يؤتى بالموت بعد أن يخرج أهل النار من الموحدين من النار، ولا يبقى فيها إلا الخلص من المشركين والكفار، فيؤتى بالموت فيذبح بين الجنة والنار، ويقال لأهل الجنة: خلود فلا موت، ولأهل النار: خلود فلا موت، وذكروا أنه إذا جيء به قيل لأهل الجنة: أتعرفونه؟ وقيل لأهل النار: أتعرفونه؟ فأهل الجنة يخشون منه مخافة أن يزول عنهم هذا النعيم، وأهل النار يفرحون برؤيته يتمنون أن لو جاءهم ملك الموت ليقبض أرواحهم، ولذلك يقولون: {يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} ثم يذبح زيادة حسرة على الكفار، وزيادة نعيم لأهل الجنة، بمعنى: أن هؤلاء خلود لهم فلا موت، ولهؤلاء خلود فلا موت، ولذلك يبقون على ما هم فيه، ونعوذ بالله أن نكون من قوم يبقون في النار خالدين. الجنة دائمة لا موت فيها، ففي الصحيحين من طريق نافع أن عبد الله قال: إن رسول الله قال: «يدخل الله أهل الجنة الجنة، ويدخل أهل النار النّار، ثم يقوم مؤذن بينهم فيقول: يا أهل الجنة لا موت، ويا أهل النار لا موت، كل خالد فيما هو فيه». وفي رواية في الصحيح عن عبد الله بن عمر أن رسول الله قال: «إذا صار أهل الجنة إلى الجنة، وصار أهل النار إلى النار، أتي بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار، ثم يذبح، ثم ينادي مناد: يا أهل الجنة لا موت، ويا أهل النار لا موت، فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم». (شرح لامية ابن تيمية، وصف الجنة / عمر العيد - مصطفى العدوي)