لن أتحدث هنا عن الخدمات الإلكترونية التي سبقت بها وزارة الداخلية جميع القطاعات لأن الجميع يعرفها منذ فترة بعيدة وهي في متناول الجميع وقد تحدث عنها الكثير في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وأقصد بها الخدمات التي تقدمها الجوازات والمرور وجميع قطاعات وزارة الداخلية والأحوال الشخصية التي تتم عن طريق برامج تقنية سريعة أذهلت الجميع وحتى الدول المتقدمة في التقنية الحديثة، كل شيء يتم من خلال أجهزة الجوال أو الحاسب وهذه الخدمات من الأعمال التي يفتخر بها الجميع فلم يعد هناك طوابير انتظار ولا تنقل من وزارة إلى وزارة بل يتم هذا العمل بإدخال البيانات المختصرة والمبسطة التي يفهما كل من يرغب في تلك الخدمات وقد أصبحت في متناول الجميع في المدن والقرى والهجر وحتى في الصحراء وليست مقتصرة على المواطن فقط بل هي متاحة للجميع وما أنا بصدده في هذا الموضوع هو المعاملات التي تتم عن طريق الخدمات الإلكترونية السريعة فقد أرسلت برقية إلى سمو وزير الداخلية عن طريق البرقية الهاتفية ووضعت تفاصيل الموضوع في ثنايا البرقية وختمتها بالاسم والسجل المدني ورقم الهاتف وقد كنت أتوقع أن تستغرق هذه البرقية أياماً لمتابعتها. لقد ذهلت بهذا التطور السريع عندما وردتني رسالة في نفس اليوم بأن البرقية تم قيدها برقم وتاريخ وفي اليوم التالي وردتني رسالة أخرى بأن البرقية أحيلت إلى الجهة المختصة في الموضوع لم أصدق ذلك حتى قرأت الرسالة بتمعن هل هذا حلم؟ بل هو حقيقة يجب أن يعلمها الجميع. لم أذهب في الشوارع المزدحمة ولم أدخل إلى تلك الجهة للبحث عن موقف لسيارتي ولم أدخل إلى أروقة الوزارة من مكتب إلى مكتب ولم أبحث عن من يقوم بمتابعة تلك البرقية. حقاً هو ما أشهد به بدون مبالغة هذا العمل الجبار خلفه قيادة رشيدة وعمل منتظم ورجال تحملوا تلك المسؤولية بأمانة وإخلاص لم يشاهد أحد منهم صاحب هذه المعاملة ولم يستلم منه أي أوراق أو نسخ مصورة كما كان في السابق. هذه المنظومة التقنية المتكاملة التي تضع تلك المدخلات في برنامج بمنتهى الدقة والتنظيم التسلسلي لسير تلك المعاملة وانتقالها بسرعة فائقة لهو مدعاة للفخر. ثم تخيلت لو أن كل صاحب معاملة ذهب إلى هذا القطاع بسيارته ودخل على الموظف فإنه سيكون في شغل شاغل وذهاب للوقت لكلا الطرفين، لكن هذا التنظيم اختصر ما يتم عمله في يوم إلى أقل من خمس دقائق أصبح الجوال اليوم هو من يقوم بهذه المهمة عبر تلك التقنية حتى في ساعة متأخرة من الليل أو النهار، ناهيك عن الرسائل التذكيرية التي ترسلها قطاعات وزارة الداخلية إلى من لديهم تعاملات إلكترونية باللغتين، وهذا أمر جبار حقاً. شكراً لهذه البلاد التي نهضت بهذا المجتمع إلى مصاف الدول المتقدمة في فترة وجيزة أبهرت العالم كله وأصبح العالم الذي سبقنا في التقنية يبحث عن الاستفادة من تجارب بلادنا ونجاحاتها المستمرة في تلك التقنية، لقد كان هذا الإنجاز المتسارع سمة من سمات المملكة العربية السعودية التي جعلت هذه البلاد مثار إعجاب من جميع دول العالم، أدام الله على هذه البلاد عزها ورفعتها وتقدمها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله جميعاً-. سليمان بن عبدالعزيز السنيدي