لن أتحدث في هذا الموضوع عن الخدمات الإلكترونية التي لاقت نجاحاً منقطع النظير في قطاعات وزارة الداخلية المختلفة والتي وصلت إلى مراحل متقدمة يتحدث عنها القاصي والداني وتشهد بها الدول المتقدمة التي سبقتنا في مجال التقانة الحديثة. سأنطلق في هذا الموضوع من نقطة الاتصال الأمنية بالرقم 911 والذي يشمل استقبال البلاغات الهاتفية على مدار الساعة وفي جميع أيام الأسبوع. ذلك الرقم الذي أصبح من الأرقام التي يستطيع كل شخص الاتصال به إذا لزم الأمر. لقد لفت انتباهي والكل يشهد بذلك سرعة الاستجابة والرد على المكالمات خلال ثوانٍ معدودة مع الأسلوب الذي يجده المتصل من هؤلاء المختصين أثناء الرد على تلك المكالمات حيث الترحيب وإلقاء التحية على المتصل وبنفس طيبة تثبت للجميع أن هؤلاء الذين يقومون بالرد قد تلقوا تدريباتهم في مجال عملهم بأسلوب احترافي يجعل كل شخص يقف احترامًا لهم. عندما أتحدث عن هذا الموضوع فأنا لا أريد من أحدٍ أن يذكر لي هذا الإطراء لأني أعلم تمام اليقين بأن هؤلاء يقومون بواجبهم بأكمل وجه ويحملون رسالة سامية منطلقها حب الوطن ونشر الأمن واستقراره. وما إن تنتهي المكالمة إلا وقد وصلت رسالة نصية للمتصل مفادها بأنه تم تلقي البلاغ وستتم المعالجة بشكل عاجل من قبل الجهة المختصة التي أُرسل لها هذا البلاغ، ويسبق رقم البلاغ حرف يدل على جهة الإحالة لتلك الجهة المختصة حتى يعلم المتصل أن بلاغه قد تم توجيهه إلى جهة الاختصاص المباشرة، وقد تكون أكثر من جهة في الوقت نفسه حسب أهمية الأمر ومسؤولية الجهات المرسل لها. هذه هي الاحترافية في العمل التنظيمي والتقني، ثم إن المتابعة والحرص من تلك الجهة لا يقتصر على تلك الرسالة فقط بل يقومون بالاتصال على الرقم الذي صدر منه البلاغ للوقوف على حالة البلاغ والتأكد من المعلومات الواردة لتتم المتابعة الميدانية من قبل رجال الأمن. كل ذلك يتم في دقائق معدودة حتى وإن اختلفت المواقع أو المناطق، فالبلاغ يصل بسرعة فائقة من مدينة إلى مدينة في النطاق الجغرافي التابع للمنطقة، لم يأتِ هذا العمل من فراغ لكنه جاء بدعم سخي ومستمر من قيادتنا الرشيدة. والشيء بالشيء يذكر، قمت بإرسال برقية هاتفية إلى سعادة محافظ شقراء في موضوع يتعلق بسلامة الطرق والأرواح في إقليم الوشم التابع لمحافظة شقراء، وكنت قد نشرت في صحيفة "الرياض" مقالين حول موضوع إتلاف الطريق الزراعي بين مزارع الحمادة ومزارع العب، وتفاعل معه سعادة محافظ شقراء شخصياً. لم أكن أتصور أن تصلني رسالة في اليوم نفسه بأن البرقية قد سجلت برقم وتاريخ في محافظة شقراء، وفي اليوم التالي وردتني رسالة أخرى بالرقم نفسه بأن الموضوع قد تمت إحالته إلى الجهة المعنية وتم عمل الإجراء اللازم وتوجيه الجهات المختصة لسرعة إنجاز تلك المتطلبات التي تتعلق بسلامة وأرواح سالكي الطريق الذي أشرت إليه في البرقية الهاتفية. لا يسعني في هذا المقام إلا أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى مقام وزارة الداخلية وإلى جميع العاملين في قطاعاتها المختلفة الذين أثبتوا للجميع أن الأمانة الملقاة على عاتقهم هي مسؤولية أمام الله قبل كل شي ثم أمام ولاة أمرنا -حفظهم الله-، هذه المنظومة المتكاملة تجعلنا نفتخر ببلدنا أمام كل العالم، أمنٌ، واستقرارُ، ورغد عيش، وحبٌ وولاءٌ لهذا الوطن. اللهم احفظ بلادنا ووطننا من كل مكروه وأدم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار. سليمان بن عبدالعزيز السنيدي