تعد هذه المكتبة مشروعًا عظيمًا داخل مبنى التوسعة السعودية الأولى للمسجد النبوي الشريف، ومشروع هذه المكتبة دعا إلى إنشائه الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- وافتتحها سمو الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز -رحمه الله- عام 1391ه؛ والسبب في إنشائها هو وجود مجموعة ضخمة ونادرة من المصاحف المخطوطة مختلفة الأشكال والأحجام أهديت للمسجد النبوي، في سنوات مختلفة. تقع المكتبة عند باب الصديق في المسجد النبوي ويقع بابها في داخل باب الصديق، في الجانب الشمالي منه، الملاصق للباب مباشرة، في القسم الغربي من التوسعة السعودية، ويصعد إليها بسلم حجري مفروش بسجاد أحمر اللون، وهي عبارة عن بهو واسع يطل الجالس فيها من نوافذه الأربع الداخلية الزجاجية، ويشاهد جموع المصلين، وزودت بمكبرات الصوت ليستطيع من بداخلها أن يسمع الأذان. وخزائن المكتبة نوعان: نوع مصنوع من الخشب النفيس الأسمر، مطعمًا بالعاج الأبيض، والعاج يتكون من نوعين: نوع مكتوب عليه بالعاج أيضًا آيات قرآنية وأبيات شعرية، ونوع يمثل زخارف بغاية الحسن والجمال، والنوع الثاني من الخزائن خزائن حديثة جميلة أبواها من زجاج، وقد نسقت بها المصاحف الأثرية أيضًا. كما رتبت المصاحف في المكتبة بحسب أقدميتها، ثم جمال خطها وأحجامها، وتضم المكتبة 1878 مصحفًا، كما يوجد بها أضخم مصحف مكتوب على رق الغزال، ويزن المصحف حوالي 155 كيلوجراماً، وإلى جانب المصاحف هناك لوحات أثرية وبعض السجاجيد كتب عليها آيات من القرآن الكريم، كما كان في المسجد النبوي نخلتان من النحاس الأصفر منذ العصر العثماني، وقد رفعت النخلتان من المسجد لأن بعض العوام من الناس كانوا يتبركون بها، فلما افتتحت مكتبة المصحف نقلت النخلتان إليها. وقد نقلت المكتبة الآن إلى مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية بالمدينة المنورة الذي أمر بإنشائه الملك سلمان -حفظه الله- بتاريخ 15 /9 /1437ه، وخصص لها جناح باسم مكتبة المصحف. *باحثة دكتوراة في التاريخ