تحتضن مكتبة المسجد النبوي كما هائلا من أوعية المعلومات على شكل وسائط متعددة لكنها تفتقر إلى الدراسات والأبحاث، ورغم ذلك تشهد إقبالا من الرواد الزائرين للمسجد النبوي حيث شهدت المكتبة توافد عدد من الزوار الذين قضوا أيام العيد في رحاب طيبة الطيبة، يتنقلون عبر أوعيتها في كافة العلوم والمعارف فهي متنوعة وليست محصورة على علم معين لكنها تضم معلومات عن تاريخ الإسلام والمسلمين يندر وجودها. مكتبة المسجد النبوي التي تعد مركزا من مراكز العلم بالمدينةالمنورة تأسست عام 1352ه باقتراح من مدير الأوقاف في المدينةالمنورة آنذاك السيد عبيد مدني، وكان أول مدير لها هو السيد أحمد ياسين الخياري، وبالمكتبة بعض الكتب التي يعود تاريخ وقفها على المسجد النبوي قبل تاريخ إنشاء المكتبة، مثل مكتبة الشيخ محمد العزيز الوزير التي أوقفت عام 1320ه، وهي من الكتب التي أدخلت في المكتبة بعد تأسيسها، وكانت هناك كتب في الروضة الشريفة على بعضها تاريخ متقدم عن تاريخ تأسيس المكتبة، وتقع الآن بجوار باب الملك سعود داخل المسجد النبوي الشريف، حيث يسمح لجميع زوار المسجد النبوي الشريف بالاستفادة من المكتبة والخدمات المقدمة فيها. وقد ذكر صاحب كتاب (خزائن الكتب العربية) أن مكتبة المسجد النبوي الشريف تكونت قبل حريق المسجد النبوي في 13 رمضان عام 886 ه، حيث احترقت خزائن المصاحف والكتب في ذلك الحريق، وكانت تضم الخزائن كتبا نفيسة ومصاحف عظيمة. المكتبة التي صنفت مصادرها حسب تصنيف ملفل ديوي تضم قاعات للمطالعة تقع في الركن الشمالي الغربي من سطح المسجد النبوي تضم 358 دولابا يوجد بها 100 ألف كتاب و300 كرسي للرواد وهذه القاعة تضم المكتبة الرقمية وتحتوي على أجهزة حاسب آلي مرتبطة بشبكة خاصة محمل عليها البرامج الحاسوبية وتشمل الكتب والمخطوطات الصوتية الرقمية وقسم للدوريات يضم أكثر من ثلاثة آلاف دورية وآخر للكتب النادرة وقاعات للنساء مكونة من خمس قاعات منها في مصلى النساء الشرقي بباب عثمان بن عفان (رضي الله عنه) واثنتان في المصلى الغربي باب عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) تم افتتاحها عام 1416ه، أما قسم المخطوطات فيقع في الدور الأول والثاني من باب عثمان بن عفان (رضي الله عنه) نهاية التوسعة السعودية الأولى، ويضم خزانة المخطوطات الأصلية ومصورات رقمية وميكروفيلمية ورقمية وأجهزة تصوير من الميكروفيلم إلى ورقي وأجهزة حاسب آلي وأجهزة تعقيم وصيانة المخطوطات وطاولات عرض لعرض نماذج من المخطوطات للزائرين وصور ملتقطة مكبرة لنماذج من المخطوطات والمصاحف، أما قسم المكتبة الصوتية التي تقع بالباب رقم (17) فتقوم بحفظ ما يلقى في المسجد النبوي الشريف من الدروس والخطب والصلوات حيث تضم أكثر من مائة ألف ساعة صوتية مسجلة على أشرطة كاسيت وأقراص مدمجة ووسائط متعددة، أما القسم الفني فيقوم بتجليد وترميم وتعقيم المخطوطات والكتب، هذا إضافة إلى أقسام الفهرسة والتصنيف والتزويد والدوريات والمستودع وقسم الكتب النادرة الذي يقوم بحفظ الكتب النادرة من حيث قدم تاريخ الطبع أو الزخرفة أو الأشكال والصور ...إلخ، وقسم المستودع وقسم الحاسب الآلي وأقسام أخرى يشرف عليها متخصصون يقومون على خدمة زوار المكتبة.