تعد مكتبة المسجد النبوي الشريف التي أشئت عام 1352 ه باقتراح من مدير الأوقاف في المدينةالمنورة عبيد مدني، واحدة من أشهر المكتبات فى العالم الزاخرة بأمهات الكتب والمقتنيات المرتبطة بسيرة وحياة سيد الخلق عليه الصلاة والسلام، حيث تضم 172548 كتابًا و541 دولابًا و71 تصنيفًا وتتسع لأكثر من 300 زائر في الساعة ويرتادها سنويًا أكثر من 700 ألف زائر، كما يضم مركز المخطوطات بالمكتبة 4052 مصحفًا مخطوطًا من أندر وأنفس المخطوطات في العالم الإسلامي. «المدينة» شرفت بزيارة المكتبة النبوية الشريفة وأجرت هذا الاستطلاع المصور حول المكتبة وتاريخها ومحتوياتها وتطلعات القائمين عليها لخدمة زوار المصطفى وأبناء الأمة بشكل عام. فى البداية أكد رشيد بن مسعد الرفيعي مدير مكتبة المسجد النبوي أن المكتبة صرح للعلم والمعرفة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقصدها طلبة العلم والباحثون والزوار على اختلاف أعمارهم وثقافتهم بهدف القراءة والبحث والاطلاع واستثمار أوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة، وتضم حصيلة ما أوقفه الملوك والحكام والعلماء الأثرياء في مراحل تاريخية مختلفة، مشيرًا إلى أنه في 580 هجرية كانت هناك خزنتان كبيرتان تحتويان على كتب ومصاحف موقوفة. وعن تاريخ المكتبة قال إنها أنشئت في العهد السعودي عام 1352 هجرية وأول مدير لها أحمد ياسين الخياري وكان موقعها في الطابق العلوي من باب عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الناحية الشمالية الغربية من التوسعة السعودية الأولى، ولما كثرت الكتب وتعددت القاعات خصصت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي لها موقعًا في السطح الغربي الشمالي من التوسعة السعودية الثانية يتسع لجميع القاعات وتم نقل جميع الكتب والقاعات إلى موقعها الحالي بتاريخ 22-12-1428 هجرية. وأشار إلى أن المكتبة تقع يسار الخارج من باب العقيق وهو باب رقم 11 والدخول إليها من السلم الكهربائي رقم 10 وهي إحدى الإدارات التابعة لوكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي على مساحة 744م2 بها قاعة للمطالعة للرجال وهي قاعة كبيرة تفتح أبوابها على مدى 24 ساعة طوال أيام العام بما فيها الإجازات الرسمية والأعياد، وهي مجهزة بجميع الخدمات من التكييف والإضاءة وسقيا زمزم والفرش والطاولات والكراسي وأجهزة الحاسب الآلي وعددها أكثر من 70 جهازًا مع أنظمة تقنية لاستقبال جميع الباحثين والزائرين في جو من الهدوء والسكينة. وقال إنه توجد بها جميع الكتب التي وردت عن طريق الشراء والإهداء أو الوقف كما تحتوي على (172548) كتابًا و(541) دولابًا و(71) تصنيفًا وتتسع لأكثر من (300) زائر في الساعة ويرتادها سنويا أكثر من ( 700,000) ألف زائر ويعمل بها موظفين على 4 ورديات وذلك لتحقيق كل ما من شأنه العمل على راحة الرواد. وأضاف: يوجد في المكتبة 13 نوعًا من المصاحف و39 كتابًا بلغة برايل للمكفوفين ولدى المكتبة الرقمية 71 حاسبًا آلي مرتبط بشبكة داخلية يتم عرض جميع الدروس والكتب والصوتيات في المسجد النبوي الشريف لمشاهدتها والاستماع إليها عبر نافذة خدمة التصفح الرقمي لكل كتاب مطبوع نسخة رقمية ونافذة الدروس الصوتية وتتيح للزائر والباحث إمكانية الاستماع لجميع الصوتيات في المسجد النبوي من الخطب والتلاوات والكتب المشروحة عبر الاستماع للتسجيل الصوتي وكذلك نافذة قائمة لآخر 100 كتاب جديد من ضمن الخدمات الرقمية تجعل الباحث بمعرفة مستمرة بكل ما أودع في المكتبة بجانب نافذة جدول الدروس وتمكن الباحث الاطلاع على جدول الدروس. وأشار إلى أن المكتبة تستقي كتبها من دعم وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي وأكثر من (8000) كتاب سنويًا من خلال المشاركة والشراء من معارض الكتاب الدولية كمعرض الرياض الدولي ومعرض الجامعة الإسلامية وكذلك بعض المكتبات الوقفية يرتاد المكتبة كافة أطياف المجتمع كالأمراء والعلماء وطلبة العلم وطلاب الدارسات العليا وطلاب الجامعات والمدارس وعامة الزوار بكافة الجنسيات. الصبحى: لدينا 4052 من أندر المصاحف الشريفة أوضح ياسر الصبحي مدير مركز المخطوطات بالمسجد النبوي الشريف أن المركز يحتوي على مجموعتين أساسيتين الكتب النادرة والمخطوطات النادرة كونه معنيًا بحفظ ونشر التراث الإسلامي حيث يهتم بالباحثين وطلاب العلم وحملة الماجستير والدكتوراة لنسخ وطابعة عناوين المخطوطات وهي خدمة مجانية تقدم لكل من قام بزيارة المركز مشيرًا أن في المركز (4052 ) مصحفًا مخطوطًا من أندر وأنفس المصاحف المخطوطة في العالم الإسلامي مكتوبة بالخطوط الجميلة المتقنة والرسومات والزخارف المذهبة وأكثر من (1000) مجلد من المخطوطات الأصلية بالإضافة إلى (250) مجلدًا من المخطوطات الأصلية التي تحتوي على أكثر من (1400) عنوان ورسالة. وقال إن هناك نماذج من أندر مخطوطات المركز هي الكشف والبيان في تفسير القرآن للإمام أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الثلعبي المنسوخ غرة ربيع الآخر سنة 578 هجرية والمعلم بفوائد مسلم للإمام المازري سنة 536 هجرية والجامع الصحيح البخاري للإمام أبوعبدالله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الجعفي سنة 256. وبيَّن أنه بجانب بعض المخطوطات المصورة والكتب النادرة توجد شعبة لتعقيم وترميم كافة المخطوطات والكتب بصفة دورية للحفاظ عليها، وأضاف:»نحن الآن في طور التوسع في الدور السفلي مع زيادة المخطوطات وزيادة عدد الموظفين». حشاد: نمتلك أحدث جهاز لترميم وتعقيم المخطوطات وعن كيفية ترميم وتعقيم المخطوطات، قال محمد حشاد أخصائي ترميم وتعقيم المخطوطات بالمسجد النبوي الشريف: «عندما يوقف مخطوط أو يهدى أول ما نقوم به هو إدخال الكتاب في جهاز التعقيم وهو أول جهاز في المدينةالمنورة وثاني جهاز على منطقة الشرق الأوسط لأن أي كتاب أو مخطوط له عمر معيَّن بعدها يصاب بأمراض منها البكتريا والفطريات ويصاب بالتشققات والرطوبة والنزع والتقادم الزمني وأول من يسكن الكتب هي الفطريات والبكتريا ونقوم بإدخال الكتاب داخل جهاز التعقيم لكي نتخلص من جميع الفيروسات داخل الكتاب وخلال 48 ساعة يتم التخلص من جميع البكتريا التي يحملها الكتاب أو المخطوط». وأضاف:» هذا الجهاز يعتبر صديق للبيئة بخلاف الطريقة القديمة التي كان يستخدم فيها الرش التقليدي لمكافحة النمل الأبيض وكان المحلول يضر بالورق ويضر بالمستخدم وجهاز التعقيم يصدر منه شعاع بطريقة الأوزون لمكافحة الفطريات وهو يعتبر غرفة الإنعاش للكتب والمخطوطات التاريخية القديمة». باحث سوداني: المكتبة بها كل ما يهم الباحثين في لقاء مع مبارك صالح الصديق سوداني مقيم في المدينة مع أحد مرتادي المكتبة قال: «أنا هنا كي استقي من نبع المعرفة المتوفرة في مكتبة المسجد النبوي الشريف في مجال علوم الإدارة مجال تخصصي وفي هذه المكتبة يتوفر كل شيء وبيدي كتاب اسمة مبادئ إدارة الأعمال للتنظيم الإداري وحضرت كي أقوم ببعض البحوث في مجال علم الإدارة وأنا أعمل في قطاع أعمال في نفس تخصصي وأشكر القائمين على المكتبة لحسن استقبالهم وسعة صدورهم لتوضيح كل ما يحتاجه الزائر من معلومات في شتى المجالات.