قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن اليوم الثلاثاء إن حماية المدنيين الفلسطينيين من الأذى خلال الحرب بين إسرائيل و(حماس) ضرورة أخلاقية واستراتيجية. وأضاف أوستن أن الوضع في قطاع غزة المحاصر كارثة إنسانية تزداد تفاقما. كان أوستن يتحدث في بداية اجتماعه مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت في مقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في وقت تدهورت فيه العلاقات بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أدنى مستوياتها خلال الحرب. وقال أوستن "في غزة اليوم، عدد الضحايا المدنيين مرتفع للغاية وحجم المساعدات الإنسانية منخفض للغاية". وأضاف "غزة تعاني كارثة إنسانية والوضع يزداد تفاقما"، مستخدما أشد لهجة له منذ بدء الأزمة. وعقب الاجتماع، قال البنتاجون إن أوستن أجرى نقاشا صريحا ومباشرا مع جالانت. وتشن إسرائيل هجوما بريا وجويا على غزة قالت السلطات الصحية في القطاع إنه أودى بحياة ما يزيد على 32 ألفا من الفلسطينيين حتى الآن. ويثير النقص الشديد للأغذية مخاوف من حدوث مجاعة بعدما بدأ مدنيون جوعى في القطاع في البحث عن نبات الخبيزة الأخضر البري لعدم وجود أي شيء آخر صالح للأكل. وقال أوستن "نحن بحاجة إلى زيادة (دخول) المساعدات على الفور من أجل تجنب المجاعة". وقال مسؤول دفاعي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن المزيد من المساعدات تتدفق الآن عبر المعابر البرية وإن نحو 200 شاحنة في المتوسط تعبر إلى غزة يوميا. ويأتي اجتماع أوستن مع نظيره الإسرائيلي بعد أن ألغى نتنياهو أمس الاثنين زيارة إلى واشنطن لاثنين من كبار مساعديه اللذين كان من المقرر أن يستمعا إلى أفكار أمريكية بشأن بدائل تتعلق بالعمليات. وانهارت علاقات نتنياهو ببايدن بسبب قرار واشنطن عدم استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن الدولي يسعى إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة. وتعمل الولاياتالمتحدة على إقناع نتنياهو بالتفكير في بدائل للغزو البري لرفح، آخر ملاذ آمن نسبيا للمدنيين الفلسطينيين. وقال أوستن إنه سيبحث مع جالانت أساليب بديلة لاستهداف مسلحي حماس في رفح. وقال المسؤول الدفاعي الكبير إن أوستن بحث إجراءات محتملة منها استهداف الجيش الإسرائيلي بدقة لمقاتلي حماس في رفح. وأدى التهديد بمثل هذا الهجوم إلى زيادة الخلافات بين الحليفين المقربين، الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وأثار تساؤلات عما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستقيد المساعدات العسكرية إذا تحدى نتنياهو بايدن ومضى قدما على أي حال. وقال أوستن إن العلاقة الأمنية بين إسرائيل والولاياتالمتحدة "لا تتزعزع". وأضاف "الولاياتالمتحدة هي أقرب أصدقاء إسرائيل، وهذا لن يتغير".