انتقلت إلى رحمة الله ابنة العم الغالية "منى بنت أحمد الخيال" في يوم الاثنين بعد أدائها للعمرة بحادث دهس، وتم الصلاة عليها يوم الثلاثاء في المسجد الحرام. رحمك الله وغفر لك، ولسان حالنا يقول: اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها. في لحظات الوداع والأسى، نقف عاجزين عن إيجاد مفردات تليق بمقام من رحلت، تاركةً وراءها عالمًا مليئًا بالأثر الطيب والذكريات النقية. لم تكن منى مجرد قريبة نأنس بها، بل كانت قريبة نفخر بها لأنها كانت نبراسًا يضيء دروب الخير والعطاء، فقد علمتنا منى أن الحياة أقصر من أن نعيشها لأنفسنا فقط. علمتنا بصمتها وأفعالها أن نكون معطائين في جميع المجالات وعلى جميع الصعد دون انتظار الشكر أو التقدير. في غيابها، لم تفقد العائلة والأصحاب فقط بريقًا من بريقها، بل فقد اليتامى والمحتاجون أيضًا من كان يقف بجانبهم دون ملل أو كلل. من كانت لهم أمًا وأختًا وابنة وصديقة، تبحث عنهم في رحلات التقصي الاجتماعي، تقيّم حالاتهم بكل حب واهتمام، تسعى دائمًا لتقديم يد العون والدعم لهم. في هذا المصاب الجلل، نذكر محاسن منى بقلوب يهزها الحزن والشوق، نذكر عطاءها اللامحدود وقلبها الكبير الذي لم يعرف الكلل أو اليأس. نذكر كيف كانت تعلمنا، بكل تواضع وبساطة، دروسًا في الإنسانية والتفاني. اليوم، ونحن نودع منى، نعاهدها أن تظل ذكراها العطرة وأفعالها النبيلة مصدر إلهام لنا جميعًا. نعاهدكِ، يا منى، أن نسير على خطاك في طريق الخير، أن نكون للمحتاجين عونًا وسندًا، وأن نحمل مشعل العطاء الذي حملتِه بكل فخر وشرف. رحمكِ الله وأسكنكِ فسيح جناته، وألهمنا وأهلكِ الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.