لا يمكن أن نوفي الأم حقّها مهما قلنا، ومهما كتبنا، نثراً أو شعراً، فهي فوق الوصف وفوق الكلام حتى وإن كتبنا دواوين، فجزى الله أمهاتنا خيراً وكتب لهن الأجر والثواب. يقول الشاعر حافظ إبراهيم: الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق فقد شبّه الشاعر الأمَ بالمدرسة التي إذا أُعدّت إعداداً جيداً من النواحي الأخلاقية والتربوية والتعليمية، كان نِتاجُها شعبٌ طيب الأعراق. والدتي -حفظها الله ومتعها بالصحة والعافية- أكثر إنسان يسأل عني، فأنا مازلت لديها طفلاً صغيراً رغم كبر سني ووجود الأولاد والأحفاد، فهي تراعيني وتسأل عني أنا وأبنائي وأبنائهم لا تريد أحداً أن يغيب عن ناظريها لحظة واحدة، وألاحظ ذلك مع أخي وأخواتي وحتى إخواننا وأخواتنا من غيرها دائماً تسأل عن الجميع دون كلل أو ملل وبالعطف نفسه والحنان نفسه. أقول إننا مهما حصل سنظل مقصرين في حقوق والدينا آبائنا وأمهاتنا، وبمناسبة يوم الأم فأيامنا جميعها يجب أن تكون أيام أمهاتنا وليس يوماً واحداً في العام. ومن هنا فإنني أنبه إخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي في مجتمعنا المسلم أن يهتموا بوالديهم آبائهم وأمهاتهم، إن كانوا أحياء يبروهم بكل معاني البر وعدم الانقطاع عنهم مع أبنائهم وزوجاتهم، وإن كانوا أمواتاً فإن البر لا ينقطع، يجب الدعاء لهم والتصدق عنهم خاصة ونحن في هذا الشهر الكريم شهر الخير والبركة والعتق من النار، شهر الصيام والقيام والصدقات وإطعام المساكين، أحسنوا إلى والديكم وإلى أمهاتكم أحياء أو أمواتاً، قال تعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)، وقد جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أَبُوكَ. وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (رضا الربُّ في رضا الوالدينِ، وسخطُهُ في سخطِهما)، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (رَغِمَ أنْفُه، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُه، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُه، قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ أبَوَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما فَلَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ). اللهم اغفر لأمهاتنا وأجزل لهم الأجر والثواب.