منذ نحو ثلاثة قرون مضت على تأسيس الدولة السعودية -حفظها الله- على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- ولا تزال راية التوحيد خفاقة عالية شامخة، ودالة على دولة عظيمة قامت على إعلاء كلمة الله تعالى ونبذ كل ما هو مخالف للإسلام، وتؤكد على توحيد الصف تحت كلمة واحدة وراية واحدة ووطن واحد ضد القوى الاستعمارية والدعوات العنصرية والقومية والحزبية. ثلاثة قرون وهذه البلاد تقف سداً منيعاً تحمي حمى المقدسات الإسلامية ضد كل الأطماع العالمية أو الدعوات المنحرفة، وهي لا تمل ولا تشتكي ضعفاً أو تطلب مساعدة. إن الأساس المتين الذي بنيت عليه هذه الدولة المباركة هو حماية الإسلام، ونشر الدعوة وتعليم الدين، وهدم الشرك وحماية المسلمين، وحماية الناس ومصالحهم وحقوقهم على أساس العدل كما جاء في الإسلام. وهو ما يجعل القيم الرئيسة للدولة قيماً أصيلة وراسخة، فأساس أية استراتيجية لأي دولة يجب أن يقوم على قيمها، وإذا كانت القيم مستمدة من مجتمع سليم الفطرة غيور على دينه ومقدساته، كانت الاستراتيجية ناجعة ومستدامة بإذن الله تعالى. لقد مرت على هذه البلاد محن كثيرة وعظيمة كحال بقية دول العالم، ولم تزدها إلا ثباتاً ورسوخاً وعدالة وقوة، بينما لو قرأنا التاريخ نجد أن هناك كثيراً من الدول لم تقاوم وذهبت في غيابت التاريخ. إن الأساس المتين المبني على التوحيد ونبذ التعصب والشرك، إلا إحدى أهم الركائز الأساسية في لبنة هذه الدولة. واليوم نستذكر عظيم فضل الله سبحانه علينا فيما نحن عليه من تقدم وازدهار، وأمن وأمان، ومكانة عالمية، ومستقبل مشرق بإذن الله، وقادة يستكملون الرحلة العظيمة التي بدأها الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- وصولاً إلى المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، واليوم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله جميعاً-، وهذا كله ما كان ليكون إلا بفضل الله سبحانه تعالى ثم بقيادة حكيمة واستراتيجية ذات مبادئ راسخة ومتينة وقيم ذات جذور عميقة تاريخياً، وهو ما بنيت عليه رؤية 2030. حفظ الله قادتنا ومملكتنا وشعبنا، وأدام علينا فضله وكرمه.