تقول الباحثة المغربية فاطمة بوهراكة في لقاء مع «الرياض» عرفت المملكة العربية السعودية تطوراً ثقافياً واضحاً تحت القيادة الحكيمة للملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان -حفظه الله- بسبب الانفتاح على بقية الحضارات الشيء الذي انعكس ايجابا على الكتابات الشعرية لشعراء المملكة وتتويجهم في محافل دولية. عن بداية مشروعها في الموسوعة الكبرى للشعراء العرب وموسوعة الشعر النسائي العربي المعاصر تقول فاطمة بوهراكة: راودتني فكرة التوثيق لشعراء العالم العربي مذ كنت تلميذة في الثانوي عندما لاحظت غياب تعاريف تخص شعراء الأمة ليستفيد منها جمهور الشعر وعشاقه لتكون انطلاقتي الحقيقية في هذا المجال الصعب عام 2007م من خلال كتاب (الموسوعة الكبرى للشعراء العرب 1956-2006م) والذي شمل بين دفتيه ألفي (2000) شاعر وشاعرة من عالمنا العربي بمختلف المدارس والإديولوجيات والعرقيات. فاستحوذ على تسع سنوات من عمري حتى يكون جاهزا بشكله النهائي عام 2006م. وعن الصعوبات التي واجهتها تقول بوهراكة: وقد كانت تجربة غنية ومهمة رغم صعوباتها في التنقيب عن أسماء شعرية عربية خاصة منها الغائبة عن حياتنا الحالية أو المهمشة لسبب من الأسباب فحاولت بكل الطرق أن أنصف هؤلاء في كتب توثيقية للحركة الشعرية العربية جاءت بعد هذا العمل وهي: - كتاب 100 شاعرة من العالم العربي / قصائد تنثر الحب والسلام 1950/2000 صدر عام 2017 م بأربع لغات هي: العربية، الفرنسية ( ترجمة الأستاذة فاطمة الزهراء العلوي)، الإنجليزية (ترجمة الدكتورة سعاد السلاوي) الإسبانية (ترجمة الأستاذة ميساء بونو). - كتاب 77 شاعراً وشاعرةً من المحيط إلى الخليج (2007 /2017 م). - كتاب شعراء سياسيون من المغرب (1944/2014م). * كتاب موسوعة الشعر السوداني الفصيح (1919/2019م). - كتاب (50 عاماً من الشعر العماني الفصيح في ظل السلطان قابوس (1970/2020م). - كتاب (موسوعة الشعر النسائي العربي المعاصر (1950م /2020) يضم 1011 شاعرة. - كتاب (الرائدات في طباعة أول ديوان شعري نسائي عربي فصيح ( 1867/2011م) - كتاب (50 شاعراً وشاعرةً من دولة الإمارات العربية المتحدة (1971-2021م). - كتاب (موسوعة الشعر العراقي الفصيح (1932/2022م) في ثلاثة أجزاء. * كتاب (موسوعة الشعر المغربي الفصيح (1953-2023م) جذوة عطاء متجددة من ثورة الملك والشعب إلى عهد الملك محمد السادس). وعن كيفية اختيار الدول والشعراء تؤكد الباحثة بوهراكة: ومن خلال هذا الجرد يتضح لنا أنني اشتغلت على مشاريع توثيقية قومية وأخرى قطرية أختار منها الدول التي لديها مناسبة وطنية للاشتغال على حركتها الشعرية وإلى يومنا هذا فقد اشتغلت على: السودان وسلطنة عمان، والعراق والمغرب (مملكتان وجمهوريتان) ويبقى حلمي أن أشتغل على توثيق الحركة الشعرية السعودية في مناسبة وطنية واضحا لكن عدم زيارتي لهذا البلد الشقيق حال دون تحقيقه رغم أنني وثقت لعدد مهم من شعرائها من خلال الموسوعة الكبرى للشعراء العرب فوجدت شعراء كبار يستحقون كل الاهتمام والتوثيق لحركتهم الشعرية لما أسدوه من خدمات جليلة في مجال الشعر السعودي بشكل خاص والعربي بشكل عام. وتضيف: لا يخفى على أحد أهمية التوثيق في الذاكرة الشعرية العربية حاضرا ومستقبلا لأنها انعكاس فعلي للحياة المعاشة للمجتمعات اقتصاديا وسياسيا وثقافيا أيضا، على اعتبار أن الشاعر ابن بيئته الذي يطول ذكره أكثر عبر التوثيق الذي يؤرخ له ولنماذج من أشعاره وملامحه الشخصية. لكن اشتغالي على المجال التوثيقي تعتريه صعوبات جمة منها ما هو نفسي، صحي،عمري ، ومادي أيضا. بعد عملية السهر والتواصل والبحث والتنقيب سواء بشكل مباشر مع الشعراء أو مع أسر وأصدقاء الشعراء الأموات -رحمهم الله- أصطدم بمعاناة أخرى تتلخص في الطباعة والنشر، حيث أعمل على طباعة هذه الموسوعات على نفقتي الشخصية ( أغلبتها طبعت بديون) ثم بعدها أقدمها لدور النشر التي تأخذ 40 في المئة من ثمنها مما يجعل العائد المالي قليل للغاية ولا يشجع على الإبداع أكثر في هذا المجال. وفي نهاية حديثها تتساءل بوهراكة: أتساءل إذا كانت المؤسسات الثقافية العربية الكبرى عاجزة عن دعم مثل هذه المشاريع المهمة ما دورها في حياتنا الثقافية إذن؟ فإلى يومنا هذا لم أصادف مؤسسة ذات قامت بتبني المشروع التوثيقي ودعمه من بدايته حتى طباعته.