الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ.. العلم الصحيح يستحيل أن يتعارض ويصطدم مع الدين الصحيح! لقد غير العلم رأيه أكثر من مرة في قضية واحدة، ولكن هذا الكتاب الكريم بين أيدينا تعهد المولى عز وجل حفظه، بل إن العلم كلما تقدم وتطور، أكد صدق هذا الكتاب وعظمته، رغم أنه غني عن العلم والعلماء ليكون صادقاً! مساكين أولئك الذين لا يؤمنون إلا فقط بما تراه حواسهم، مساكين أكثر أولئك الذين يؤمنون بغيبيات العلم، وبالمقابل يكفرون بغيبيات الدين! مساكين يكفرون بالله لأنهم لا يرونه، وبالمقابل يؤمنون بالأشعة فوق البنفسجية وهم لا يرونها! مساكين يكفرون بالملائكة لأنها لا ترى، وبالمقابل يؤمنون بالأشعة تحت الحمراء وهي أيضاً لا ترى! مساكين ينكرون سرعة البراق، وبالمقابل يؤمنون بسرعة الضوء! وينسون أنه عندما كان علمهم يقول أن الأرض تقف على قرن ثور، كان قرآننا يقول {وكل في فلك يسبحون}! ينسون أنه عندما كان علمهم يقول إن الأرض مسطحة كان قرآننا يقول {والأرض بعد ذلك دحاها}! وعندما كان علمهم مليئاً بالخزعبلات والسحر، كان قرآننا يحدثنا عن الأجنة ومواقع النجوم! الدين الذي جعل العلم فريضة، يستحيل أن يقف بوجه العلم، لأنه وقتذاك سيقف ضد نفسه! ولكنه ضد ذاك العلم الذي لا يعترف بسلطان الله على الكون، العلم الأحمق، الذي يرى أن الكون خلق نفسه لمجرد أنه لا يملك تفسيراً آخر غير تفسير العاجزين هذا! أسطع حقبة في عمر العلم هي تلك التي استلم فيها المسلمون ريادته، ذلك أنه اقترن بالإيمان، فالعلم بلا إيمان، لا يلبث أن يصير إلحاداً! والايمان بلا علم، لا يلبث أن يصير خرافة! المصدر: (كتاب رسائل من القرآن)