التوابون: صيغة مبالغة وصيغ المبالغة أسماء تشتق من الأفعال للدلالة على معنى اسم الفاعل بقصد المبالغة، وهنا تفيد كثرة القيام بالأمر، أي أنهم يكثرون من التوبة ولما كانوا كثيري التوبة اقتضى بالضرورة أن يكونوا كثيري الخطأ! وانظر لرحمة الله في دقة تعبيره سبحانه، لم يقل يقبل التوابين ولم يقل يغفر للتوابين، ولم يقل يعفو عن التوابين، وإنما قال يحب التوابين! يحب أولئك الذين يخطئون، ثم يأتونه مستغفرين! يحب أولئك الذين يعصونه نهاراً، ويعودون إليه ليلاً يدعونه ولم يخبرنا سبحانه وتعالى أنه يحب التوابين لنتمادى في فعل المعصية! ولكنه لا يريد للشيطان أن يقف بيننا وبينه سبحانه يريد أن يخبرنا أن الذنب مهما عظم، فرحمته أعظم منه وأن الزلل مهما تكرر، فلا يمل سبحانه من العفو حتى نمل من العودة إليه تذكر دائمًا أن الله هو الغفور الرحيم، الذي يمد يده بالمغفرة والرحمة لكل من يتوب ويبادر بتصحيح أخطائه وهو الذي يتسم بالعفو والكرم ويطلق على نفسه أسماء مثل "الغفار" و"التواب" و"العفو" و"الكريم" ! وذلك لأنه يريد أن تخطئ وتعترف بأخطائك حتى يتسنى له أن يغفر لك ويتوب عليك قد تكون الأعباء ثقيلة والذنوب كثيرة، ولكن لا يوجد شيء خارج عن قدرة الله على الغفران والتجديد وستجد أنه يمد يده ليغفر لك ويمنحك فرصة جديدة للبدء من جديد، لا تدع الندم والإحباط يسيطران على حياتك، بل كذلك اعتبرهما دروسًا قيمة على طريق التطور والتحسن ابحث عن العفو والتوبة، واجعلهما جزءًا من رحلتك الروحية وتطورك الشخصي وتذكر أن الله يحب التوابين، لذا دائماً استغل تلك الفرصة للتوبة والتغيير، وسوف تجد السعادة والسلام في قلبك. (كتاب رسائل من القران)