أظهرت بيانات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الصادرة اليوم الثلاثاء استقرار مستويات الإنتاج رغم تعهد الدول الأعضاء بخفض الإنتاج وذلك على خلفية استمرار زيادة إنتاج العراق عن حصته للشهر الثاني على التوالي. ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن تقرير أوبك القول إن العراق خفض إنتاجه النفطي خلال فبراير الماضي بمقدار 14 ألف برميل يوميا فقط ليصل متوسط الإنتاج إلى 2ر4 مليون برميل يوميا، وهو ما يزيد عن الحصة المقررة لبغداد بنحو 200 ألف برميل يوميا. وتعهدت دول أوبك بقيادة المملكة العربية السعودية وحلفاؤها في تجمع أوبك بلس بقيادة روسيا بخفض الإنتاج بهدف الحد من فائض الإمدادات في سوق النفط العالمية وتعزيز الأسعار. وساهم قرار خفض الإنتاج في إبقاء سعر خام برنت القياسي للنفط العالمي فوق مستوى 80 دولارا للبرميل رغم تباطؤ نمو الطلب العالمي على الخام وزيادة الإنتاج في الدول من خارج التجمع مثل الولاياتالمتحدة. وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أن دول تجمع أوبك بلس وعددها 22 دولة اتفقت في الشهر الماضي على استمرار خفض الإنتاج حتى منتصف العام الحالي. والتزمت دول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والجزائر والكويت بحصصها بحسب تقرير أوبك الموجود مقرها في العاصمة النمساوية فيينا. ورغم ذلك تشير بيانات المنظمة إلى تباين في مدى الالتزام بالحصص بين الدول الأعضاء سواء في أوبك أو أوبك بلس. وفي الأسبوع الماضي، أعلن العراق اعتزامه تمديد قرار الخفض الطوعي لإنتاج النفط الخام وفق اتفاق البلدان المصدرة للنفط /أوبك وحلفائها الذي يبلغ 220 ألف برميل يوميًا للربع الثاني من العام الحالي. وذكر بيان لوزارة النفط أن هذا القرار يأتي بالتنسيق مع بعض الدول المشاركة في اتفاق أوبك بلس وبذلك يكون إنتاج العراق 4 مليون برميل يوميًا حتى نهاية حزيران /يونيو، 2024 وبعد ذلك ودعماً لاستقرار السوق، سيتم إعادة كميات الخفض الإضافي هذه تدريجياً وحسب أوضاع السوق. وذكر البيان أن "هذا الخفض الطوعي، هو بالإضافة إلى الخفض الطوعي البالغ 211 ألف برميل يوميًا الذي سبق أن أعلن عنه العراق في أبريل، 2023 الذي سيستمر حتى نهاية ديسمبر 2024 وهذا الخفض الطوعي الإضافي يأتي لتعزيز الجهود الاحترازية التي تبذلها دول أوبك بلس بهدف دعم استقرار أسواق النفط الخام وتوازنها". وكان وزير النفط العراقي حيان عبد الغني قد أعلن دعم العراق لقرار البلدان المصدرة للنفط اوبك وحلفائها، بشأن تمديد قرار خفض انتاج النفط الخام حتى منتصف العام الحالي. من ناحية أخرى أبقت أوبك على توقعاتها للإنتاج والطلب العالمي على النفط خلال العامين الحالي والمقبل دون تغيير ملموس حث تتوقع زيادة الطلب بمقدار 2ر2 مليون برميل يوميا خلال العام الحالي ليصل إلى 5ر104 مليون برميل يوميا. ويزيد هذا الرقم بشدة عن توقعات الكثير من المحللين والتجار في السوق بما في ذلك شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو التي تتوقع نمو الطلب العالمي بمقدار 5ر1 مليون برميل يوميا فقط خلال العام الحالي. ومن المقرر أن تنشر وكالة الطاقة الدولية الممثلة لمصالح الدول المستهلكة للنفط تقديراتها للإنتاج والطلب العالمي يوم الخميس المقبل.