الشغف هو الوقود الذي يمدنا بالطاقة لننجز وننتج في هذه الحياة، هو الدافع الذي تترك من أجله فراشك الدافئ في الصباح الباكر لتذهب للعمل.. الشغف هو ذلك الشروق الذي يضيء الروح بعد العتمة، فبدونه تظل الروح في ظلام موحش كأنك تعيش بلا هدف ولا غاية. فإن استطعت أن تؤدي واجباتك فأنت تقوم بها على كلل، فالحياة ثقيلة وكل ما فيها ملل، فذلك الرسام الذي يعشق رائحة الألوان وفرشاته، ويمضي بالوقت يرسم لا يشعر بساعاته، أصبح اليوم لا يطيق النظر للوحاته.. لماذا فقدت الشغف؟ لماذا لم أعد كما كنت في الماضي حيث الحماس والرغبة تغمرني لكل شي أفعله، لم تعد لدي طاقة تمدني بالصبر لإنجاز ما أريد إتمامه؟ وهنا يأتي السؤال عن ماهية أسباب فقدان الشغف؟ ولماذا يفقد بهذه الطريقة؟ جميعنا قد يمر بهذه المشاعر يوماً ما، فهي حاله شائعة وطبيعية، لذا يجب معرفه أسبابها لتجنب تكرارها، لفقدان الشغف أسباب متعددة، يجب علينا معرفتها حتى نستطيع معالجتها، فليس لفقدان الشغف أسلوب واحد لعلاجه. يحدث فقدان الشغف بسبب خلل في كيمياء الدماغ بسبب نقص إنتاج هرمون الدوبامين أو عدم الاستجابة له، وهرمون الدوبامين هو المسؤول عن الشعور بالرضا والسعادة. ولحدوث هذا الخلل عدة أسباب: ومن أبرز تلك الأسباب هو الارتباط بروتين يومي متكرر دون فصله بنشاط يكسر هذا الروتين الممل، حيث يشعر الإنسان أنه عالق في دائرة مملة تفقده الاهتمام والشغف بأي شيء آخر. أيضاً من أسباب فقدان الشغف هو التعرض للإرهاق الجسدي والنفسي وعدم أخذ الكفاية من النوم بشكل كامل، بحيث يكون النوم بعدد ساعات أقل من (7) ساعات يومياً، حيث يكون النوم هنا غير صحي ينوبه الكثير من اليقظة، ولا يتخلله النوم العميق، فالإرهاق والنوم غير الصحي هما عملتان لوجه واحد. ويجدر بالذكر، إن شعور الفرد بفقدان الحافز وغياب الأهداف قد يكون سبباً مباشراً لفقدان الشغف، فعندما تكون الحياة خالية من الأهداف التي يسعى الفرد لتحقيقها وعندما ينجح في تحقيقها يقوم بتحفيز نفسه بمكافأة ولو كانت صغيرة، فإن ذلك يجعل الحياة تبدو باهتة وكأن الألوان قد نزعت منها وهذا هو ذاته ما يشعر به فاقد الشغف. أخيراً، فإن استعادة الشغف تحتاج إلى إعادة التحفيز، والبحث عن شعور الحماس، فمثلاً إن كنت رساماً وفقدت اهتمامك بالرسم فاذهب إلى معارض الرسم واللوحات وخالط الرسامين وشاركهم اهتماماتهم. هذا الأسلوب سيعيد تحفيز شغفك وإبداعك لتكون من 20 % من الأشخاص المميزين في المجتمع الذين يحققون النجاح، والشهرة متميزاً عن 80 % من البشر الذين يقضون حياتهم بصورة نمطية ليس فيها أي شيء مثير للاهتمام.